يُعد المفتي عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ الذي رحل عن عالمنا اليوم، واحدًا من أبرز علماء المملكة، فعلى مدار عقود طويلة، تميّز الشيخ بدوره في نشر العلم الشرعي، وتعليم الناس أمور دينهم، وتعزيز الفهم الصحيح للإسلام، حتى أصبح اسمه مرادفًا للعلم والاعتدال والرعاية الدينية في المجتمع السعودي والعالم الإسلامي.
وطوال مسيرته العلمية والدينية، كرّس الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حياته للعلم والعمل الدعوي، محافظًا على منهج ثابت يجمع بين الدقة العلمية والقدرة على تبسيط المعاني للناس. وقد أثمرت جهوده عن إرث علمي غني، ترك بصماته في مؤسسات دينية وتعليمية، وأثره واضح في حياة العلماء والطلاب والمواطنين على حد سواء.
وأشاد الشيخ فهد الماجد، أمين عام هيئة كبار العلماء، بمكانة مفتي عام المملكة الراحل، الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ – رحمه الله – واصفًا إياه بالشخص المتسامح والمتواضع والقريب من الجميع، مؤكّدًا أنه طوال فترة مصاحبته له لم يسمع منه أي كلمة تؤذي مشاعر أحد. مضيفا أن باب المفتي الراحل كان دائمًا مشرعًا لاستقبال الجميع، من الصغار قبل الكبار، ومن عامة الناس قبل المسؤولين، مشيرًا إلى أن الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ لم يتوقف عن تقديم الدروس العلمية والمواعظ الدينية حتى مع تقدمه في العمر وكبر سنه.
وأشار خلال مداخلة على فناة “الإخبارية”، إلى أن الشيخ رحمه الله، خلال حج العام الماضي في المشاعر المقدسة، كان يطلع على الكتب العلمية المتنوعة بعناية، مؤكدًا أنه كان صاحب قرآن وتلاوة، قلبه عامر بالعلم والإيمان، وعطاؤه العلمي والدعوي مستمر حتى في أوقات الحج والمشاعر المقدسة. وأكد الشيخ الماجد أن إرث المفتي الراحل سيظل مرجعًا علميًا ودينيًا للأجيال، وأن سيرته تمثل نموذجًا للتواضع والاعتدال والتفاني في خدمة الدين والمجتمع.
وفي السطور التالية نسلط الضوء على أبرز مؤلفات المفتي الراحل عبدالعزيز آل الشيخ:
كتاب صادر عن الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالرياض في عام 2011م، ويقع في حوالي 56 صفحة. ويتناول الكتاب مكانة القرآن الكريم في الإسلام، موضحًا عظمته وفضله، وأثره في حياة المسلم. يُقسم الكتاب إلى عدة فصول، تشمل: معنى القرآن، وأوجه إعجاز كتاب الله، وفضل تلاوة القرآن، وصاحب القرآن هو المقدم في أول منازل الآخرة، وفضل حفظ كتاب الله، والقدر الواجب حفظه من القرآن، ومن الأمور التي ينبغي العناية بها لمن أراد تلاوة القرآن وحفظه، وآداب قارئ القرآن.
كتاب صادر عن الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالرياض في 80 صفحة، يهدف إلى توضيح المعنى الحقيقي لشهادة التوحيد الثانية في الإسلام، وذلك لجهل كثير من المسلمين لحقيقتها ووقوعهم فيما يخالفها مما يناقضها، أو يضاد كمالها، أو ينقص به إيمان العبد بها.
هو مجموعة من خطب يوم عرفة التي ألقاها الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، خلال فترة تمتد من عام 1402هـ وحتى عام 1411هـ، ويُعد الكتاب مرجعًا هامًا لفهم الخطاب الديني في مناسك الحج، خاصة في يوم عرفة، الذي يُعتبر من أعظم أيام السنة في الإسلام.
كتاب صادر عن الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء في 144 صفحة في عام 2014، ويتضمن مجموعة من الفتاوى التي تتناول مسائل العقيدة الإسلامية وفق منهج أهل السنة والجماعة.
الكتاب صادر عن الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء في 231 صفحة في عام 2015، ويُعد مرجعًا مهمًا في أحكام الطهارة والصلاة ويتضمن فهرسه أحكام الوضوء والغسل، وأحكام الصلاة، وأحكام الجنائز.
هو مرجع فقهي مهم في مجال الزكاة، حيث يتناول فيه المسائل الفقهية المتعلقة بالزكاة، مستندًا إلى الكتاب والسنة والإجماع. زيأتي الكتاب في 161 صفحة، ويغطب الكتاب مجموعة من المسائل الفقهية مثل زكاة المال والبذور والفطر.
صدر الكتاب عن الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء في عام 1434 هـ (2013)، ويتناول الكتاب مجموعة من الفتاوى الشرعية التي توضح أحكام الصيام في الإسلام مثل: حكم صيام شهر رمضان، وأحكام الإفطار في رمضان، والزكاة في رمضان، وأحكام الصيام للمريض والمسافر، وأحكام الصيام للنساء، والاعتكاف في رمضان.
هو موسوعة فقهية شرعية، وهو من أبرز المصادر الفقهية التي تتناول مسائل متنوعة في العبادات والمعاملات والعقيدة، وقد تم جمعه من برنامج إذاعي يحمل نفس الاسم يُبث عبر إذاعة القرآن الكريم السعودية.
اقرأ أيضًا:
عبدالعزيز آل الشيخ.. رحيل صوت الفتوى في المملكة
آخرهم الشيخ يوسف بن سعيد.. خطباء عرفة خلال 6 سنوات
بعد 33 عامًا من فتوى قتله.. تطورات طعن سلمان رشدي بسبب روايته “الآيات الشيطانية”
