وفاة مسؤولة "الطفل الواحد" تعيد الجدل في الصين

ديسمبر ٢٥, ٢٠٢٥

شارك المقال

وفاة مسؤولة "الطفل الواحد" تعيد الجدل في الصين

هاجمت منصات التواصل الاجتماعي في الصين سياسة الطفل الواحد عقب الإعلان عن وفاة المسؤولة السابقة عن ملف تنظيم النسل، في موجة انتقادات واسعة طغت على أي مظاهر تأبين رسمي.

ورغم أن وسائل الإعلام الحكومية قدّمت بينغ بييون، التي ترأست لجنة تنظيم الأسرة بين عامي 1988 و1998، بوصفها شخصية بارزة وقائدة مؤثرة في قضايا النساء والأطفال، فإن التفاعل الشعبي عبر الإنترنت جاء مغايرًا تمامًا.

الطفل الواحد.. معاناة إنسانية

وقوبلت وفاة بينغ في بكين يوم الأحد، قبل أيام من إتمامها عامها السادس والتسعين، بسيل من التعليقات الغاضبة على منصات التواصل، لا سيما موقع "ويبو"، حيث حمّل مستخدمون سياسة الطفل الواحد مسؤولية معاناة إنسانية واسعة. وكتب أحد المعلقين: “الأطفال الذين لم يُكتب لهم أن يولدوا ينتظرونك هناك”، في إشارة مباشرة إلى تبعات السياسة الصارمة.

ومنذ بدء تطبيق سياسة الاكتفاء بطفل واحد لكل أسرة تقريبًا عام 1980 وحتى التخلي عنها رسميًا في 2015، لجأت السلطات المحلية في كثير من الحالات إلى فرض الإجهاض القسري وعمليات التعقيم على النساء، في إطار تنفيذ التوجيهات الحكومية. وأطلقت بكين هذه السياسة بدافع القلق من تسارع النمو السكاني وخروجه عن السيطرة، إلا أن النتائج على المدى الطويل جاءت معاكسة، إذ تباطأ نمو عدد السكان ثم بدأ في التراجع. وسجلت الصين انخفاضًا سكانيًا للعام الثالث على التوالي خلال العام الماضي.

وفي تعليق آخر على “ويبو”، أشار أحد المستخدمين إلى أن “إنهاء سياسة الطفل الواحد قبل عشر سنوات كان كفيلًا بتجنب هذا الانخفاض الحاد في عدد السكان”. وبعد أن فقدت الصين لقب الدولة الأكثر سكانًا في العالم لصالح الهند عام 2023، تراجع عدد سكانها العام الماضي إلى نحو 1.39 مليار نسمة، وسط تحذيرات خبراء من تسارع وتيرة الانخفاض خلال السنوات المقبلة. ومن المنتظر صدور البيانات السكانية لعام 2025 الشهر المقبل.

وخلال فترة توليها مسؤولية ملف السكان، ركزت بينغ بييون بشكل خاص على المناطق الريفية، حيث كانت العائلات الكبيرة تُعد ضمانة اجتماعية للأزواج في مرحلة الشيخوخة. كما ساد تفضيل إنجاب الذكور للحفاظ على اسم العائلة، ما أدى إلى تهميش المواليد الإناث، بل ووصول الأمر في بعض الحالات إلى الإجهاض الانتقائي. وجاء في أحد التعليقات المتداولة: “لو كُتب لهؤلاء الأطفال أن يولدوا، لكانوا اليوم في الأربعينيات من أعمارهم، في ذروة عطائهم”.

ومع دخول العقد الثاني من الألفية، أعلنت بينغ مراجعة موقفها، داعية إلى تخفيف القيود المفروضة على الإنجاب. وفي الوقت الحالي، تعمل الحكومة الصينية على مواجهة تراجع معدلات المواليد عبر حزمة إجراءات تشمل دعم خدمات رعاية الأطفال، وتمديد إجازات الأمومة، وتقديم حوافز وإعفاءات ضريبية للأسر.

وأثار الانكماش السكاني وتسارع شيخوخة المجتمع مخاوف متزايدة بشأن مستقبل سوق العمل في ثاني أكبر اقتصاد عالمي. كما يتوقع أن تؤدي الزيادة في تكاليف رعاية كبار السن ومعاشات التقاعد إلى ضغوط إضافية على ميزانيات الحكومات المحلية، التي تعاني أصلًا من مستويات مرتفعة من الديون.

اقرأ أيضًا:
عصر نقص البشر قادم.. ما الذي ينتظرنا مستقبلًا؟
من يتفوق في الزيادة السكانية: أمريكا أم الصين؟
لماذا تراجع عدد سكان الصين لأول مرة منذ عقود؟

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech

وفاة مسؤولة "الطفل الواحد" تعيد الجدل في الصين - العلم