تمتلك المملكة العربية السعودية العديد من المعالم الأثرية والتاريخية المميزة، والتي تبرز قيمة التراث المعماري في المملكة، ومن أبرز هذه المعالم “قلعة تاروت”، والتي تقع في المنطقة الشرقية من السعودية، وتحديدًا شرق القطيف.
موقعها
تقع القلعة في جزيرة تاروت التي يحيط بها من الغرب ساحل القطيف، ومن الجنوب ساحل الدمام، ومن الشمال رأس التنورة، إذ تعتبر جزيرة تاروت، أوسع الجزر الواقعة على شاطئ الخليج داخل السعودية، وهي من ضمن أبرز معالم الجذب السياحي في المملكة.
تاريخها
يعود تاريخ بناء هذه القلعة المذهلة لأكثر من 1500 عام، حيث تقع فوق تل مرتفع بمساحة تبلغ حوالي 600 متر مربع، وبنيت تحديدًا بين عامي 1521 و1525، من جانب البرتغاليين، وذلك في عهد الدولة العيونية، بهدف حمايتهم من هجمات الأعداء، بينما يعتقد بعض المؤرخين أنها بنيت في عصر القرامطة.
اكتسبت القلعة مكانة تاريخية كبيرة حيث كانت بمثابة ميناء حيوي ترسو بالقرب منه السفن القادمة من موانئ الخليج ومن بحر العرب ومن بلاد الهند.
كانت هذه القلعة الشامخة أن تسقط، ولكن تم ترميمها عدة مرات كان آخرها في عام 1984، وذلك من قبل وزارة الآثار السعودية.
دلالة الاسم
يقول جلال الهارون، الباحث التاريخي في حديث له مع موقع “اندبندنت عربية”، أن اسم تاروت هو مشتق مما ورد في خرائط قدماء الإغريق واليونان، حيث تُشير “تارو”، إلى الحضارات الأولى التي نشأت في العراق مثل الحضارة السومرية والآشورية والأكادية والكنعانية والفينيقية، وبالتالي مسميات مثل تاروت أو “تارو” أو “اش تار”، ترمز لأسماء الآلهة التي كان تعبد في هذه الحضارات.
وبين “الهارون”، أن أبرز ما يعزز هذه الاستنتاجات وجود مسميات أخرى قديمة لهذه الجزيرة في النصوص الإغريقية واليونانية المبكرة والسريانية، مثل جزيرة تيرين أو دارين، وهذا المسمى لا يزال من أسماء هذه الجزيرة أيضاً”.
مكوناتها
تأتي قلعة “تاروت”، بتصميم بيضاوي مميز، وتتكون من 4 أبراج منها 3 أبراج قائمة وموجدة بالفعل حتى الآن، إذ يرجح انهيار البرج الرابع خلال إحدى المعارك، ويحيط بها النخل بشكل كثيف، وتتمركز على مرتفع صخري يعتبر الأعلى في منطقة القطيف.
مقتنيات أثرية مهمة
عثر الخبراء على العديد من الكنوز الأثرية الاستثنائية في هذه القلعة، مثل، الذهب الخالص لـ”عشتاروت”، بالإضافة العديد من التماثيل أبرزها تمثال “الخادم العابد”، والذي يعود للحضارة السومرية، والذي يبلغ طوله 94 سم، كما تم العثور على العديد من الأواني النحاسية والفخارية والأسلحة التقليدية.
قصة “شلوس إلماو”.. القلعة التاريخية التي تجمع زعماء السبع في ألمانيا