دخل فيروس كورونا عامه الثالث في ظل تفشي متحور أوميكرون، ومع ذلك يتوقع العلماء أن أوميكرون لن يكون آخر سلالات الفيروس.
وسط موجة واسعة من تراجع الإصابات، تعمل البلدان في جميع أنحاء العالم على إلغاء القيود، ويظن الكثيرون أن الوباء يتراجع، لكن العلماء يرسلون إشارة تحذير.
الأزمة لم تنته بعد
قبل أي شيء، يجب على العالم تجاوز الموجة الحالية من أوميكرون الذي قد يبدو أنه أقل خطورة من السلالات السابقة، لكنه شديد العدوى.
ليس هناك ما يضمن أن الطفرة التالية – وسيكون هناك سلالات أخرى – لن تكون منبثقة عن متغير أكثر خطورة مثل دلتا.
قالت أستاذ علم الأوبئة في كلية الطب بجامعة ييل، أكيكو إيواساكي: “يستمر الفيروس في التحور كل بضعة أشهر، ويبدو أننا نحاول باستمرار مواكبة الفيروس”.
كما يتفق العلماء على أن افتراض كون الوضع تحت السيطرة أمر سابق لأوانه.
في غضون 6 أشهر، ستنتقل عدة بلدان غنية من مرحلة الجائحة إلى مرحلة توطين المرض، لكن هذا لا يعني التخلي عن الأقنعة.
الفيروس مستمر
يعتقد الخبراء الآن أن الفيروس لن يختفي تمامًا، بل سيستمر في التطور لخلق موجات جديدة من العدوى، لذا فإن تزايد عدد الحالات يعرض الجميع للخطر.
يقدر عالم الأوبئة في مركز فريد هتشنسون لأبحاث السرطان في سياتل، تريفور بيدفورد، أنه يتم الإبلاغ عن نحو 20٪ إلى 25٪ فقط من عدوى أوميكرون في الولايات المتحدة.
ومع بلوغ الحالات اليومية ذروتها بمتوسط يتجاوز 800 ألف في منتصف يناير، ربما تجاوز عدد الإصابات الأساسية 3 ملايين في اليوم – أو ما يقرب من 1٪ من سكان الولايات المتحدة، حسب تقديرات بيدفورد.
ووفقًا لمعدل الإصابات الحالي، تشير النمذجة الحاسوبية إلى أن أكثر من نصف أوروبا ستُصاب بأوميكرون بحلول منتصف مارس، بحسب المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، هانز كلوج.
[two-column]
قد تكون قيود الفيروس، بما في ذلك إغلاق الحدود والحجر الصحي، سارية حتى نهاية عام 2022
[/two-column]
الاستعداد للمتغيرات الجديدة
قالت الرئيس التنفيذي لمجلس البحوث الطبية في جنوب إفريقيا، غليندا جراي: “طالما أن هناك مناطق في العالم يمكن أن يتطور فيها الفيروس، سنكون جميعًا عرضة لهذه المتغيرات”.
ولا يزال التلقيح هو خط الدفاع الأساسي للعالم ضد كوفيد – 19، حيث حصل أكثر من 62٪ من السكان حول العالم على جرعة واحدة على الأقل، وبالوتيرة الحالية، سيستغرق الأمر 5 أشهر أخرى حتى يتلقى 75٪ من سكان العالم الجرعة الأولى.
لكن الدراسات تظهر أن جرعتين لا تمنع المرض، وأفضل رهان في هذه المرحلة هو الجرعة المعززة، التي تؤدي إلى إنتاج أجسام مضادة معادلة واستجابة مناعية أعمق.
متى سينتهي الوباء؟
في أماكن من العالم، لا يبدو أن الوباء سينتهي، وسيكون خطر المتغيرات الجديدة أعلى في البلدان الأقل ثراءً، لا سيما تلك التي تكون فيها أمراض المناعة أكثر شيوعًا.
تم التعرف على طفرة دلتا لأول مرة في الهند بينما ظهر أوميكرون في جنوب إفريقيا.
يرى الباحث الأول في مركز الأمن الصحي بجامعة جونز هوبكنز في بالتيمور، أميش أدالجا، أن الوباء سيستمر حتى عام 2023 في أجزاء كبيرة من العالم النامي.
وأضاف: “بالنسبة لي، فإن الانتقال من الجائحة إلى مرحلة توطين المرض هو عندما لا يكون هناك قلق بشأن تكدس المستشفيات بالمصابين، وسيحدث ذلك في معظم الدول الغربية في عام 2022، وسيستغرق وقتًا أطول قليلاً لبقية العالم”.
قد تكون قيود الفيروس، بما في ذلك إغلاق الحدود والحجر الصحي، سارية حتى نهاية عام 2022.
استقالات بالملايين.. دوافع الموظفين لترك أعمالهم في ظل الوباء
كيف أثّر كورونا على معدلات ذكاء الأطفال الذين ولدوا في فترة الوباء؟