ظهر الإصدار الأحدث من فيروس كورونا المستجد، متحور أوميكرون، مطلع شهر ديسمبر 2021، في جنوب إفريقيا ومنها إلى معظم دول العالم.
انتشار سريع
ارتفعت الحالات المصابة بالفيروس التاجي بشكل يثير القلق، لإمكانية انتشاره السريع، الأمر الذي شتت المجتمع الدولي والمنظمات الصحية، بعدما أخذت دول العالم خطوات متقدمة في استعادة الحياة الطبيعية مرة أخرى بفضل اللقاحات المختلفة المضادة للفيروس.
وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان لها، إن جنوب إفريقيا تشهد ظهور عدد أكبر من المصابين بالمتحور الجديد بشكل لم يكن موجودًا مع السلالات السابقة.
رغم كل هذا فإنه لا يوجد دليل قاطع أن أوميكرون يسبب مرضًا أكثر خطورة، أو أن اللقاحات غير مجدية معه لأنها على الأقل توفر حماية من الأعراض الشديدة إن وُجدت بعد الإصابة، لذلك فإن تلقي التطعيم ما زال أمرًا ضروريًا.
ما هو غير معروف حتى الآن هو كيفية تطوره، وما إذا كان سيسبب مرضًا أكثر حدة في البلدان ذات السكان الأكبر سنًا من جنوب إفريقيا، لكن المعلومات حتى الآن تشير إلى طفرة أقل خطورة.
من أين جاء متحور أوميكرون
هناك 3 نظريات حول ظهور وانتشار أوميكرون:
الأولى.. تحور الفيروس لدى شخص يعاني من نقص المناعة ويؤوي العامل الممرض لفترة طويلة، ما يسمح له بالتغير ونقل العدوى للآخرين، ويوجد في جنوب إفريقيا 8.2 مليون شخص مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية المسبب لمرض الإيدز في جهاز المناعة.
الثانية: أن الفيروس انتقل مرة أخرى إلى حيوان وتحور ثم عاد لإصابة الإنسان.
الثالثة: أنه تطور عن طريق الانتشار في مكان ما مع القليل من التسلسل الجيني وعدم توفر الكثير من الرعاية الصحية، وانتشر بعد ذلك في جنوب إفريقيا.
أوميكرون أسرع من دلتا
تقول المملكة المتحدة إن السلالة الجديدة تنمو أسرع بكثير من دلتا، وتتوقع أن يصبح أوميكرون هو البديل السائد بحلول منتصف ديسمبر، وهو ما يمثل أكثر من نصف الحالات الجديدة.
خطورة أوميكرون
من السابق لأوانه معرفة مدى خطورة وشراسة المتحور الجديد، لكن الأطباء أبلغوا عن مرضى يعانون من التعب والصداع وأكثر من ذلك بقليل فقط، وهذا أقل مما كان يفعله متحور دلتا، كما أن أطباء جنوب إفريقيا يبلغون بأن الحالات أخف بكثير مما كانت عليه في الموجات السابقة، مع وجود عدد قليل يحتاج إلى الأكسجين أو أجهزة التنفس الصناعي، وهناك زيادة طفيفة في الوفيات.
تأثير أوميكرون على الأطفال
شهدت حالات الدخول الأولية إلى المستشفيات في جنوب إفريقيا عددًا أكبر من الأطفال دون سن الخامسة عما كان عليه في السابق، ومع ذلك، يبقى معظمهم في المستشفى لفترة قصيرة، دون حدوث مضاعفات في الجهاز التنفسي، وفقُا لوزارة الصحة في جنوب إفريقيا.
اللقاحات أمام أوميكرون
كان معهد الموارد الصحية في إفريقيا أول من اختبر الفيروس ضد جرعة من لقاح فايزر، وظهر البحث أن أوميكرون قادر إلى حد كبير، ولكن ليس تمامًا، على التهرب من الأجسام المضادة الناتجة عن التلقيح، ودعمت دراسة خاصة لشركة فايزر ذلك أيضًا.
وقالت المملكة المتحدة إن جرعتين من لقاح أسترازينيكا أو فايزر وفرت حماية أقل بكثير من عدوى أعراض أوميكرون، مقارنة بسلالة دلتا، لكن تلقي جرعة ثالثة معززة رفع الحماية إلى 70% إلى 75% في الأيام الأولى بعد التلقيح,
ماذا بعد أوميكرون؟
يرى أطباء في جنوب إفريقيا أن هناك جوانب مضيئة تشير إلى نهاية فيروس كورونا المستجد، تستند وجهة نظرهم إلى أن الفيروس يخفف من نفسه لدرجة أنه شديد العدوى، لكنه لا يسبب مرضًا خطيرًا.
أما مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها لم يقدم أي توقعات حول كيفية تأثير المتغير على مسار الوباء، ويحاول تحديد ما إذا كان أوميكرون يسبب مرضًا أكثر اعتدالًا أو أكثر خطورة من أنواع الفيروسات التاجية الأخرى.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، إن الانتشار العالمي للمتغير يشير إلى ضرورة احتوائه الآن قبل دخول المزيد من المصابين بأوميكرون إلى المستشفى، وحث جميع الدول إلى زيادة المراقبة والاختبار والتسلسل لكسر سلسلة الانتقال، لأن أي تهاون الآن سيكلف أرواحًا.
يشير المدير التنفيذي لحالات الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، إلى أن إذا سمح للسلالات بالانتشار دون رادع، على الرغم من أنها ليست أكثر فتكًا أو أكثر تسببًا للوفيات، فإنها تولد المزيد من الحالات وتضغط على النظام الصحي، ما يؤدي إلى وفاة المزيد من الناس، لذلك يجب توخي الحذر الشديد في اتخاذ أي قرارات نهائية بشأن الخطورة.
“فايزر” تؤكد فعالية لقاحها ضد “أوميكرون” ولكن بشرط!
4 سيناريوهات لتأثير أوميكرون على النمو العالمي
إنفوجرافيك | دلتا أم أوميكرون.. أيهما المتحور الأشرس لكورونا؟