طوال قرون، عكف العلماء على اكتشاف الطريقة التي تستيقظ بها أدمغتنا فجأة بكل وعي بعد الثبات الطويل الذي يشبه الموت خلال النوم.
ومن خلال أبحاث ودراسات طويلة، حاول العلماء مراقبة أدمغة البشر خلال انتقالهم من النوم إلى الاستيقاظ.
ومن بين الوسائل التي اعتمد عليها العلماء في الوصول إلى نتائجهم، كانت أداة تسمى تخطيط كهربية الدماغ أو EEG.
وتعتمد تلك الطريقة على قياس الإشارات الكهربية التي تطلقها آلاف الخلايا الدماغية والمعروفة باسم “الخلايا العصبية”.
وخلال عملية القياس، يرتدي الشخص قبعة خاصة بهذه التجربة وتكون متصلة بجهاز الكمبيوتر، ولا يشعر الشعر بأي ألم نهائيًا.
وبمجرد أن تصدر تلك الإشارات تظهر على جهاز الكمبيوتر في صورة خطوط متموجة.
ماذا وجد العلماء؟
من خلال تلك التجارب توصل العلماء إلى ما يسمى بالنظام التنشيطي الشبكي أو RAS، وهو جزء من الدماغ يتواجد فوق العمود الفقري مباشرة.
وهذ النظام يبلغ طوله حوالي بوصتين وعرضه مثل قلم رصاص، ومسؤول عن تحجيم كمية المعلومات التي يتعامل معها الدماغ حتى لا يتعرض لأكثر مما يمكن تحمله.
ولدى RAS قدرة على استشعار المعلومات المهمة وإنتاج مواد كيميائية عصبية تعمل على إيقاظ أجزاء أخرى من الدماغ، كما أنه يبقيك مستيقظًا طوال اليوم.
وكمثال، إذا كنت نائمًا ولكنك بحاجة للذهاب إلى الحمام، فإن هذا النظام يستشعر تلك المعلومة المهمة من الجسم ويتولى مسؤولية إيقاظك من النوم، من خلال عملية تشبه الضغط على مفتاح الإضاءة.
ويتنشط النظام أيضًا من خلال المؤشرات الأخرى كرنين الهاتف أو المنبه أو إيقاظ شخص ما لك.
بمجرد تشغيل مفتاح RAS، قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يستيقظ دماغك وجسمك بالكامل، وهي الفترة التي تتطلبها إزالة المواد لكيميائية العصبية الخاصة بالنوم من دماغك.
ولهذا السبب قد يشعر الشخص بالخمول إذا استيقظ من خلال المنبه بدلًا من الاستيقاظ دون تنبيه.
لماذا نشعر بالخمول؟
الخمول ليس شعورًا دائمًا، فقد يواجهه الشخص في أيام دون أيام أخرى، وهذا الأمر متوقف على الفترة التي تستيقظ خلالها أثناء نومك.
وبشكل أبسط، فإن الدماغ تنتقل من مرحلة لأخرى خلال النوم وهي المرحلة العميقة والمرحلة المضيئة.
وإذا رن جرس المنبه خلال مرحلة أعمق من النوم، فاحتمالات أن يستيقظ الشخص مع الشعور بالخمول أكبر، لأن استيقاظ الدماغ قد يتخذ وقتًا أطول.
وعلى العكس إذا استيقظ الشخص في المرحلة المضيئة، فالاحتمالات أكبر ليشعر بمزيد من الانتعاش.
وحتى الآن لم يتوصل العلماء إلى الغرض الأساسي من النوم، في حين أن الإنسان يقضي ثلث وقته نائمًا.
وتمكن العلماء من حل نصف اللغز المتعلق بالنوم، إذ إنهم اكتشفوا أهميته بالنسبة لاستكمال نمو الأطفال وتعزيز جهاز المناعة وتحسين الذاكرة ودعم الصحة العقلية.
ولذلك فاكتشاف الأسباب يحتاج إلى المزيد من التحليل والتدقيق من جانب علماء فضوليين.
المصدر: The Conversation