يعد الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بمرض السل (TB)، ويعود السبب في ذلك إلى أن فيروس نقص المناعة البشرية يضعف جهاز المناعة، مما يجعل من الصعب على الجسم محاربة جراثيم السل.
ما هو مرض السل وكيف ينتشر؟
مرض السل (TB) هو مرض معد يصيب الرئتين ويسببه في الغالب أحد أنواع البكتيريا، يؤثر السل أحيانًا على أجزاء أخرى من الجسم، مثل الدماغ أو الكلى أو العمود الفقري، يمكن أن يسبب الوفاة إذا لم يتم علاجه.
وتنتشر جراثيم السل من شخص لآخر عبر الهواء عندما يسعل المصاب أو يعطس، أو يضحك، أو يغني، حيث يتنفس الأشخاص القريبون الجراثيم ويصابون بالعدوى، لكن مرض السل لا ينتشر عن طريق مشاركة الأواني الفضية أو الكؤوس، أو تبادل اللعاب عند تقبيل شخص ما.
الفرق بين عدوى السل الكامنة ومرض السل
ليس كل من يصاب بالسل مريضًا، فهناك فئة من الأشخاص يصابون بما يعرف بـ”عدوى السل الكامنة”، حيث يحملون جراثيم السل في أجسادهم، لكنهم لا تظهر عليهم أي أعراض للمرض، لأن هذه الجراثيم تبقى نائمة وغير نشطة.
وعلى الرغم من عدم وجود أعراض، يمكن أن يصاب هؤلاء الأشخاص بمرض السل في المستقبل، خاصة إذا كانوا يعانون من فيروس نقص المناعة البشرية “HIV”.
أما بالنسبة لمرضى السل النشط، فيعانون من أعراض ملحوظة نتيجة لتكاثر جراثيم السل في أجسادهم، فقد يشعرون بالضعف، وفقدان الوزن، والمعاناة من الحمى والتعرق الليلي.
وإذا كان السل في رئتيهم، قد يسعلون ويشعرون بألم في الصدر، وقد يسعلون دمًا، لذلك يعد العلاج الفوري ضروريًا لمرضى السل، حيث يمكن أن يؤدي الإهمال إلى مشاكل صحية خطيرة وحتى الوفاة.
اختبار السل للمصابين بفيروس نقص المناعة
في حال تشخيص الفرد بفيروس نقص المناعة البشرية، يصبح من الأهمية القصوى التأكد مما إذا كان مُصابًا بعدوى السل، نظرًا لإضعاف هذا الفيروس لجهاز المناعة.
ومن المعروف أن تقويض جهاز المناعة يُسرع من تطور العدوى السلية المستترة أو الخاملة للمرض السل، لذلك إذا كانت هناك إصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، فإن إجراء فحص للكشف عن السل يعد أمرًا بالغ الأهمية.
وفي حال كان الفرد مُصابًا بعدوى السل المستترة أو مرض السل، دون معرفة حالته فيما يتعلق بفيروس نقص المناعة البشرية، ينبغي عليه إجراء فحص للتأكد، حيث يسهم ذلك في تحديد خطة علاجية مناسبة للتعامل مع السل وفيروس نقص المناعة البشرية، بمساعدة الطبيب المعالج.
كيف يتم إجراء اختبارات السل؟
يستخدم العامل الصحي إبرة صغيرة لوضع بعض السوائل، تسمى السلين، تحت الجلد مباشرة، ويتم ذلك عادةً في الجزء الداخلي السفلي من الذراع.
بعد إجراء الاختبار، يجب الشخص العودة خلال 2 إلى 3 أيام لمعرفة ما إذا كان هناك رد فعل على الاختبار، وإذا كان هناك رد فعل، يتم قياس حجم التفاعل لتحديد ما إذا كان لديه نتيجة إيجابية.
كما يمكن إجراء اختبار الدم الخاص بمرض السل، حيث يتم ذلك من خلال أخذ عينة من الدم وتحليلها.
نتائج اختبار السل
غالبًا ما يتم تفسير النتيجة السلبية في الاختبارات أن الفرد غير مصاب بجراثيم السل، لكن النتائج السلبية قد تكون زائفة في بعض الحالات، خاصة إذا كانت لدى الشخص حالة مناعية ضعيفة أو كان مُعَرَّضًا للإصابة مؤخرًا.
يحتاج الجهاز المناعي عادة من 2 إلى 8 أسابيع بعد التعرض لشخص مُصاب بمرض السل للتفاعل مع الاختبار بشكل كافٍ، ولذلك إذا كانت النتيجة سلبية ولم يمر أكثر من 8 أسابيع منذ آخر مرة تعرض فيها لمرض السل، قد تكون هناك حاجة لإجراء اختبار إضافي.
وقد يواجه بعض الأشخاص الذين يُصابون بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية تحدياً في تشخيص السل، حتى عندما يكونون فعلياً مصابين بهذا المرض، ويعود ذلك إلى عدم قدرة جهاز المناعة، الذي يعتمد عليه الاختبار، على الاستجابة بشكل صحيح.
ولهذا السبب قد يحتاج الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية الذين يحصلون على نتيجة سلبية في الاختبار إلى إجراء مزيد من التقييم الطبي، خاصة إذا كانوا يعانون من أعراض مرض السل.
وفي حال كانت نتائج الاختبار إيجابية فهناك حاجة إلى اختبارات أخرى، مثل الأشعة السينية للصدر أو عينة من البلغم، لمعرفة ما إذا كان الشخص مصابًا بمرض السل، أو حامل للمرض فقط.
علاج عدوى السل الكامنة أو مرض السل
مهما كانت حالة الفرد متأثرة بفيروس نقص المناعة البشرية، فإن علاج عدوى السل الكامنة ومرض السل ما زال ممكناً من خلال استخدام الأدوية المناسبة، لكن يجب البدء في العلاج في أسرع وقت ممكن، والالتزام بتوجيهات الطبيب وتناول الدواء بالجرعات المحددة.
إقرأ أيضًا
السل المقاوم للأدوية.. مرض مرعب يواجهه العالم
حوادث السلامة.. ماذا سيفعل الركاب في رحلاتهم الجوية القادمة؟
ما الذي يقصده وزير الخارجية الأميركي بالسلام الدائم في الشرق الأوسط؟