أطلقت شركة “سبيس إكس” يوم الأحد، 22 قمرًا صناعيًا من طراز “ستارلينك” إلى مدار أرضي منخفض.
ووفق بيان صحافي صادر عن الشركة، تم إرسال الأقمار على متن صاروخ فالكون 9، من منصة Launch Complex 40 في محطة كيب كانافيرال للقوة الفضائية في فلوريدا.
ومؤخرًا تقوم الشركة المملوكة للملياردير، إيلون ماسك، بعمليات إطلاق للأقمار الصناعية بشكل متزايد، إذ أطلقت الأربعاء الماضي، 15 قمرًا من مجمع الإطلاق الفضائي “4 شرق” في قاعدة فاندنبرغ للقوة الفضائية في كاليفورنيا.
ما هي أقمار ستارلينك؟
يُطلق اسم ستارلينك على الأقمار الصناعية التي طورتها شركة سبيس إكس، بغرض دعم وصول شبكة الإنترنت إلى الأماكن النائية.
ويبلغ عمر كل قمر منهم حوالي 5 سنوات، وتطمح الشركة لامتلاك ما يصل إلى 42 ألف قمر صناعي، إذ كانت تمتلك حوالي 3,271 قمرًا صناعيًا في المدار الأرضي القريب، اعتبارًا من نوفمبر 2022، يعمل منها 3,236 قمرًا.
وتظهر هذه الأقمار في المدار بوضوح ويمكن رؤيتها بالعين المجردة، إذ تظهر على شكل سلسلة من اللؤلؤ أو الأضواء الساطعة التي تتحرك في سماء الليل.
ويكون من السهل رؤية الأقمار خلال يومين من إطلاقها، وهذه القدرة تتراجع مع استمرار صعودها إلى الارتفاع المداري النهائي.
متى ظهرت أقمار ستارلينك؟
تم الإعلان عن خطة الشركة بخصوص أقمار ستارلينك في يناير 2015، عندما قال إيلون ماسك إن الشركة قدمت مستندات إلى المنظمين الدوليين، لوضع حوالي 4 آلاف قمر صناعي في مدار أرضي منخفض.
ووقتها لم تسم الشركة هذه الأقمار باسم محدد، وبمرور وقت قليل نما تقدير ماسك الأولي لعدد الأقمار الصناعية، وكانت الشركة تستهدف أن تستحوذ على حصة من سوق الإنترنت العالمي الذي تُقدر قيمته بتريليون دولار، وذلك لمساعدته في مهمته إلى المريخ.
ووقتها، منحت لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية (FCC) تصريحًا لشركة سبيس إكس لتحليق 12 ألف قمر صناعي من ستارلينك، إلى جانب تقديم أوراق لإطلاق 30 ألفا آخرين.
ومنذ 7 نوفمبر 2022، تم إطلاق 14،450 قمراً صناعياً، منها 6,800 قمر نشط حاليًا وفقًا لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA).
وفي فبراير 2018، أطلقت الشركة بنجاح أول مركبتين اختباريين وهما TinTinA و TinTinB.
وفي 23 مايو 2019، تم إطلاق أول 60 قمراً صناعياً،على متن صاروخ فالكون 9، ووصلت الأقمار بنجاح إلى ارتفاعها التشغيلي وهو 550 كم.
مخاطر الأقمار في المدار القريب
تتزايد مخاوف علماء الفلك من إطلاق المزيد من الأقمار الصناعية ستارلينك في المدار الأرضي القريب، وتحديدًا من خطر اصطدامها بمدار الأرض، نظرًا لحجمها الكبير.
كما يخشى العلماء من أن تؤدي كمية المعادن الناتجة عن التخلص من الأقمار القديمة عند احتراقها في الغلاف الجوي، إلى تغييرات غير متوقعة في المناخ.
وتدور أقمار ستارلينك الصناعية على ارتفاع حوالي 550 كيلومترًا فوق الأرض، وهو ما قد يعيق الملاحظات الفلكية البصرية، وفق العلماء.
في بيان صادر في يونيو 2019، أعرب الاتحاد الفلكي الدولي (IAU)، عن مخاوفه من أن تشكل مجموعات الأقمار الصناعية تهديدًا كبيرًا أو منهكًا للبنى التحتية الفلكية الحالية والمستقبلية المهمة.
وحث الاتحاد مصممي الأقمار والقائمين على نشرها وصانعي السياسيات، على العمل مع المجتمع الفلكي في جهد متضافر لتحليل وفهم تأثير الأهذه الأقمار على علم الفلك.
ووصفت الجمعية الفلكية الأمريكية (ASS) تأثير هذه الأقمار الساطعة بأنها بمثابة “تلوث ضوئي”، قائلة في تقرير صدر في أكتوبر 2022، إن السماء قد تضيء بمعامل اثنين إلى ثلاثة بسبب انعكاس ضوء أشعة الشمس عليها.
وفي أغسطس 2021، قال رئيس مجموعة أبحاث الملاحة الفضائية في جامعة ساوثهامبتون بالمملكة المتحدة وخبير الحطام الفضائي الرائد في أوروبا، هيو لويس، إن أقمار ستارلينك تمثل المصدر الرئيس لخطر الاصطدام في المدار الأرضي المنخفض.
ووفق التقديرات، شاركت أقمار ستارلينك كل أسبوع في حوالي 1600 مواجهة بين المركبات الفضائية، بأقل من كيلو متر واحد، أي بما يعادل 50٪ من كل هذه الحوادث.
وهذا الرقم يزداد مع كل إطلاق جديد من الأقمار الصناعية، وقال لويس إنه بحلول الوقت الذي تنشر فيه شركة ستارلينك جميع الأقمار الصناعية، يمكن أن تصل النسبة إلى 90٪.
كما أعرب لويس عن مخاوفه من إدارة المشغل الجديد في ستارلينك، والذي قال إن قراراته قد تؤثر على سلامة جميع العمليات في مدار أرضي منخفض.
أكبر 10 شركات تقنية من حيث عدد العاملين حول العالم
لماذا تعود الرحلات إلى القمر.. أبرز البعثات في 2023
كيف يمكن لسباق Blue Origin و SpaceX و Virgin Galactic أن يؤثر على الغلاف الجوي؟