تسعى الصين إلى بناء شبكة إنترنت تعمل بالأقمار الصناعية، تستهدف بها منافسة شركة “ستارلينك المملوكة للملياردير لأمريكي إيلون ماسك.
ويوجد في الصين حوالي 362 مليون شخص ليس لديهم اتصال بالإنترنت، وهو ما يقرب من 30 مليون شخص إضافي على مجموع سكان الولايات المتحدة.
وتحاول الصين تقليل هذه الفجوة من خلال سعيها لإطلاق صاروخ يحمل أقمارًا صناعية، يمكنها من توفير اتصال سريع بالإنترنت حتى في الأماكن البعيدة.
ولكن هذه التكنولوجيا لا تزال قيد التجربة في الصين، أما بالنسبة لـ “ستارلينك” وهي أحد الأقسام التابعة لشركة “سبيس إكس” فإنها أطلقت بالفعل 4.768 قمرًا من قبل، وهو ما يجعلها رائدة في هذا المجال في العالم.
وعلى الرغم من المساحة الشاسعة في الفضاء، إلا أن هذه الأقمار الصناعية تعمل في مناطق محددة وهو ما يجعلها تزدحم بمرور الوقت.
وتعمل الصين على تعزيز قدراتها في هذا المجال لتنضم إلى حلبة المنافسة، وقبل عقدين، تمكن 59.1 مليون شخص في الصين من استخدام الإنترنت، بما مثل 4.6% من السكان في هذا الوقت.
أما في الوقت الحالي، يستخدم أكثر من مليار شخص في الصين الإنترنت، بما يمثل 74% من إجمالي عدد السكان.
هل تستطيع الصين منافسة ستارلينك؟
من بين الأقمار الصناعية البالغ عددها 8 آلاف قمر والموجودة حاليًا في المدار، ينتمي 55% منها إلى ستارلينك.
ولعقود، اعتمد مزودو خدمة الإنترنت على الأقار الصناعية الثابتة بالنسبة للأرض، والتي تبعد عن سطح الأرض بحوالي 22 ألف ميل، وهذه المسافة تتيح لهم تغطية مساحة كبيرة والوصول إلى الأجزاء النائية من الكرة الأرضية.
ولكن عملية نقل البيانات كانت تستغرق وقتًا طويلًا من الأقمار إلى المستخدم، كما أنها كانت أبطأ.
وفي بعض الأحيان توفر الأقمار الصناعية المستقرة بالنسبة للأرض سرعات تبلغ 25 ميغابايت في الثانية على الأقل، وهو ما يكفي للبث بدقة عالية، وتدعم من جهاز إلى 3 أجهزة.
وبالنسبة الأقمار الصناعية التي يتم إطلاقها في المدار الأرضي المنخفض، فإنها تكون قريبة بشكل أكبر، بما لا يزيد عن 1200 ميل من سطح الأرض.
وفي حين أن هذه الأقمار لا تستطيع تغطية مساحة كبيرة من المناطق مثل الأقمار الثابتة، إلا انها توفر سرعات إنترنت عالية وأكثر استقرارًا.
جهود سبيس إكس
ومع بدء سبيس إكس في إطلاق الصواريخ في مدار أرضي منخفض LEO، بات لديها استثمارات ضخمة من بيع هذه الأقمار، والسر في ذلك هو امتلاكها لكافة خطوات العملية من البداية للنهاية.
وتقوم شركة سبيس إكس بتصنيع الأقمار الصناعية، وتطلقهم عبر صواريخ فالكون 9 التابعة لها، القابلة لإعدة الاستخدام جزئيًا، وهو ما يجعلها توفر تكاليف الإطلاق.
ويمكن للصاروخ أن يطلق عشرات الأقمار في مدار أرضي منخفض في كل رحلة.
في عام 2014، افتتحت الصين قطاع الفضاء الخاص بها، ويعد ذلك بخمس سنوات تلقت الشركات الناشئة في الصين تمويلات بأكثر من 314 مليون دولار، ولكنها لم تستطع أن تجني أرقامًا مماثلة للولايات المتحدة إذ تلقت سبيس إكس في نفس الفترة 962 مليون دولار.
حتى الآن تقول الصين إنها ستبني ما لا يقل عن 7800 قمر صناعي، إلى جانب أن شركة تكنولوجيا وعلوم الفضاء الصينية وهيئة علوم وصناعة الطيران، أطلقت كلا منهما قمرًا صناعيًا تجريبيًا في المدار المنخفض.
ولكن حتى الآن لم تستطع أي مؤسسة صينية أن تنتج صاروخًا لإطلاق أقمارها على غرار فالكون 9، ولكن التكنولوجيا التي تتبعها الصين أوشكت على ذلك.
وفي حين أنها لا تمتلك حتى الآن صاروخًا قابلًا لإعادة الاستخدام، إلا أنها أطلقت صاروخًا يعمل بالوقود السائل إلى المدار للمرة الأولى في وقت سابق هذا العام.
وتسعى شركة “Beijing Tianbing Technology” الصينية الخاصة، إلى تطوير صواريخ لنشر ما يصل إلى 60 قمراً صناعياً في عملية إطلاق واحدة، في عملية شبيهة لما يقوم بها فالكون 9.
التحديات أمام الصين
في أبريل الماضي، قالت سبيس إكس إن خدمات ستارلينك متاحة في أكثر من 50 دولة، وهو رقم قابل للزيادة في أفريقيا وآسيا خلال الفترة المقبلة.
وقالت الصين العام الماضي إنها وقعت 149 اتفاقية في مجال الفضاء، مع 46 وكالة فضاء وطنية، وتم توفير خدماتها بالفعل في العديد من بلدان أفريقيا وآسيا وأوروبا.
وقامت كبرى الشركات الصينية بتولي مشروعات إنشاء البنية التحتية حول العالم، إذ تم بناء 70% من البنية التحتية لشبكة 4G عبر أفريقيا من خلال شركة هواوي الصينية.
ولكن واحد من أكبر المخاوف هو مواكبة توسع القطاع، وكذلك الازدحام في المدار الأرضي المنخفض.
بحلول عام 2030، يقدر المسؤولون الأمريكيون عدد الأقمار الصناعية الموجود في المدار المنخفض بنحو 58 ألف قمر، بزيادة تقدر بـ 725% عن الأرقام الموجودة حاليًا في السماء.
وخلال العامين الماضيين فقط، تلقت لجنة الاتصالات الفيدرالية طلبات لأكثر من 64 ألف قمر صناعي.
ويقول خبراء في وكالة ناسا ولجنة الاتصالات الفيدرالية إن المزيد من الأقمار يعني زيادة عدد المشكلات في الفضاء حيث يوجد بالفعل أكثر من 26 ألف قطعة حطام.
كيف تستفيد الدول عسكريًا من الأقمار الصناعية؟
أكثر الدول امتلاكًا للأقمار الصناعية حول العالم
نفايات الأقمار الصناعية والصواريخ.. أكثر المتسببين في تلويث الفضاء