لا يزال النزاع بين الهند وباكستان على وضع ولاية جامو وكشمير مشتعلًا منذ سنوات طويلة، وتطور النزاع إلى حرب في أكثر من مناسبة، وفي الـ 6 من سبتمبر عام 1965، قررت الهند غزو جارتها وقصف مدينة لاهور.
وفي هذه الذكرى، نسترجع قصة الصراع بين البلدين، ونسلط الضوء على عملية الغزو وما ترتب عليها.
جذور المشكلة
كانت حرب عام 1965 بين الهند وباكستان هي الصراع الثاني بين البلدين حول وضع ولاية جامو وكشمير، ولم تحل المعركة هذا النزاع، لكنه أشرك الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بطرق من شأنها أن يكون لها آثار مهمة على مشاركة القوى العظمى اللاحقة في المنطقة.
نشأ النزاع حول هذه المنطقة في عملية إنهاء الاستعمار في جنوب آسيا، وعندما حصلت مستعمرة الهند البريطانية على استقلالها في عام 1947، تم تقسيمها إلى كيانين منفصلين: دولة الهند العلمانية ودولة باكستان ذات الأغلبية المسلمة.
كانت باكستان تتألف من منطقتين غير متجاورتين، باكستان الشرقية وباكستان الغربية، تفصل بينهما الأراضي الهندية، وتشترك ولاية جامو وكشمير، التي كان غالبية سكانها مسلمين لكن زعيمهم هندوسي، في الحدود مع كل من الهند وباكستان الغربية.
أدى الجدل حول الدولة التي ستضم الولاية إلى أول حرب بين الهند وباكستان في 1947-48 وانتهى بوساطة الأمم المتحدة، وانضمت جامو وكشمير، المعروفة أيضا باسم “كشمير الهندية” أو “كشمير” فقط، إلى جمهورية الهند، لكن الحكومة الباكستانية استمرت في الاعتقاد بأن الدولة ذات الأغلبية المسلمة تنتمي إلى باكستان.
حرب 1965
استؤنف الصراع مرة أخرى في أوائل عام 1965، عندما اشتبكت القوات الباكستانية والهندية حول الأراضي المتنازع عليها على طول الحدود بين البلدين، واشتدت الأعمال العدائية في أغسطس عندما حاول الجيش الباكستاني الاستيلاء على كشمير بالقوة.
لم تنجح محاولة الاستيلاء على الإقليم، ووصلت الحرب الهندية الباكستانية الثانية إلى طريق مسدود، وهذه المرة، أثرت السياسة الدولية للحرب الباردة على طبيعة الصراع.
دور العلاقات الدولية في الأزمة
كان للولايات المتحدة تاريخاً من العلاقات المتناقضة مع الهند، فخلال 1950، نظر المسؤولون الأمريكيون إلى القيادة الهندية ببعض الحذر بسبب مشاركة الهند في حركة عدم الانحياز، وخاصة دورها البارز في مؤتمر باندونغ لعام 1955.
كانت الولايات المتحدة تأمل في الحفاظ على توازن القوى الإقليمي، وهو ما يعني عدم السماح للهند بالتأثير على التنمية السياسية للدول الأخرى، ومع ذلك، انتهى الصراع الحدودي عام 1962 بين الهند والصين بانتصار صيني حاسم، مما حفز الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على توفير الإمدادات العسكرية للجيش الهندي.
بعد الصدام مع الصين، لجأت الهند أيضًا إلى الاتحاد السوفيتي للحصول على المساعدة، مما وضع بعض الضغوط على العلاقات الأمريكية الهندية، ومع ذلك، قدمت الولايات المتحدة أيضا للهند مساعدة إنمائية كبيرة خلال عامي 1960 و1970.
كانت العلاقات الأمريكية الباكستانية أكثر إيجابية، ونظرت حكومة الولايات المتحدة إلى باكستان كمثال لدولة مسلمة معتدلة، وقدرت المساعدة الباكستانية في الحفاظ على الخط ضد التوسع الشيوعي، من خلال الانضمام إلى منظمة معاهدة جنوب شرق آسيا (SEATO) في عام 1954 وحلف بغداد (الذي أعيدت تسميته لاحقا إلى منظمة المعاهدة المركزية، أو CENTO) في عام 1955.
وينبع اهتمام باكستان بهذه الاتفاقيات من رغبتها في تطوير قدراتها العسكرية والدفاعية، التي كانت أضعف بكثير من قدرات الهند، وقدمت كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة الأسلحة إلى باكستان في هذه السنوات.
باكستان تغزو كشمير
بعد أن غزت القوات الباكستانية كشمير، تحركت الهند بسرعة لتدويل النزاع الإقليمي، وطلبت من الأمم المتحدة أن تعيد دورها في الحرب الهندية الباكستانية الأولى وأن تنهي الصراع الحالي.
أصدر مجلس الأمن القرار رقم 211 في 20 سبتمبر، الذي يدعو إلى إنهاء القتال والمفاوضات بشأن تسوية مشكلة كشمير، ودعمت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قرار الأمم المتحدة بقطع إمدادات الأسلحة عن كلا المتحاربين.
وقد أثر هذا الحظر على كلا الطرفين المتحاربين، لكن باكستان شعرت بالآثار بشكل أكبر؛ لأن لديها جيشًا أضعف بكثير مقارنة بالهند.
كان لقرار الأمم المتحدة ووقف مبيعات الأسلحة تأثير فوري، فقبلت الهند وقف إطلاق النار في 21 سبتمبر وباكستان في 22 سبتمبر.
ولم يحل وقف إطلاق النار وحده وضع كشمير، وقبل الجانبان الاتحاد السوفياتي كوسيط طرف ثالث، واختتمت المفاوضات في طشقند في يناير 1966، حيث تخلى الجانبان عن مطالباتهما الإقليمية، وسحبا جيوشهما من الأراضي المتنازع عليها.
وعلى الرغم من أن اتفاق طشقند حقق أهدافه القصيرة الأجل، فإن الصراع في جنوب آسيا سوف يشتعل من جديد بعد بضع سنوات.
استقلال الهند وباكستان.. حكاية سطرت بالدم
اعتداء وحشي للشرطة الهندية على المسلمين في الهند.. ما القصة؟
فيضانات باكستان تغير ملامح البلاد.. صور تظهر حجم الكارثة قبل وبعد