يوماً بعد يوم تتسع سيطرة حركة طالبان على مساحات شاسعة من أفغانستان، ويأتي ذلك في أعقاب اتفاق الحركة مع الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو على سحب جميع قوات التحالف الدولي، مقابل التزام الحركة بعدم السماح للقاعدة أو أي جماعة متطرفة أخرى بالعمل في المناطق التي يسيطرون عليها.
وتقول “بي بي سي” إن حركة طالبان المسلحة أثبتت أنها قوة قتالية هائلة في أفغانستان وتهديد خطير لحكومتها، خاصة بعد مرور نحو عقدين على غزو أفغانستان والإطاحة بحكم طالبان، دون أن يغير ذلك شيئاً، إذ باتت الحركة في طريقها للاستيلاء على الحكم من جديد.
ما أبرز المعلومات عن حركة طالبان؟
ظهرت حركة طالبان في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، شمالي باكستان، عقب انسحاب قوات الاتحاد السوفيتي السابق من أفغانستان، وبرز نجمها في أفغانستان في خريف عام 1994.
امتد نفوذها من جنوب غربي أفغانستان، واستولت على إقليم هرات الذي يحد إيران في سبتمبر عام 1995، وبعد عام تمكنت من الاستيلاء على العاصمة الأفغانية كابول بعد الإطاحة بنظام حكم الرئيس برهان الدين رباني ووزير دفاعه أحمد شاه مسعود.
وبحلول عام 1998، كانت الحركة قد سيطرت على نحو 90 في المئة من أفغانستان.
[two-column]
بعد مرور نحو عقدين على غزو أفغانستان والإطاحة بحكم طالبان، باتت الحركة في طريقها للاستيلاء على الحكم من جديد
[/two-column]
تولى زعامتها الملا عمر، رجل الدين الذي فقد إحدى عينيه خلال قتال القوات السوفيتية في ثمانينيات القرن الماضي، وفي أغسطس 2015 اعترفت طالبان أنها أخفت لمدة عامين خبر وفاة الملا عمر. وفي سبتمبر عام 2015 أعلنت طالبان أنها توحدت تحت قيادة الملا منصور الذي كان نائبا للملا عمر.
دخلت الحركة بؤرة اهتمام العالم عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 على مركز التجارة العالمي بالولايات المتحدة، حيث اتهمت بتوفير ملاذ آمن في أفغانستان لزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن وأعضاء التنظيم الذين اتهموا بالمسؤولية عن هذه الهجمات.
وبعد فترة قصيرة من هجمات سبتمبر، أطاح غزو التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بحكم طالبان في أفغانستان، لكن لم يتم اعتقال زعيم الحركة الملا محمد عمر، فيما ووجهت إليهم تهم ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان والثقافة.