في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة حالة من الجدل السياسي والانقسام الحزبي الحاد، أظهرت نتائج استطلاع للرأي حديث عن تراجع واضح في شعبية الرئيس دونالد ترامب إلى أدنى مستوياتها منذ بداية ولايته الثانية، وفي المقابل يدخل الحزب الديمقراطي عام انتخابات التجديد النصفي بحالة من الحماس السياسي الملحوظ.
فقد كشف الاستطلاع الذي أجرته شبكة CNN بالتعاون مع SSRS أن صورة ترامب العامة تواصل التدهور، إذ لا تتجاوز نسبة تأييده 37%، بينما بلغت نسبة عدم الرضا عن أدائه 63%، وهي النسبة الأعلى في مسيرته السياسية حتى الآن، متجاوزة تلك التي سجلها قبيل مغادرته البيت الأبيض في يناير 2021. ويشير متوسط الاستطلاعات التي جمعتها CNN إلى أن نسبة التأييد لا تتعدى 41%، وهو تراجع ملحوظ مقارنة بما كانت عليه قبل أشهر قليلة.
تفوق الديمقراطيين في سباق الكونغرس
وفي الوقت نفسه، يعكس الاستطلاع حالة التفوق النسبي المبكر للديمقراطيين في سباق الكونغرس القادم؛ إذ يعبّر 47% من الناخبين المسجلين عن نيتهم التصويت لصالح مرشح ديمقراطي في دوائرهم، مقابل 42% يميلون للجمهوريين. كما يُظهر أن نحو 41% من الأميركيين يعتبرون تصويتهم في الانتخابات المقبلة رسالة رفض مباشرة لسياسات ترامب، في حين يرى 21% فقط أن تصويتهم سيكون دعمًا له.
ويبدو أن المستقلين يميلون بوضوح نحو الديمقراطيين؛ إذ يمنحهم 44% من هذه الفئة تأييدهم، مقابل 31% للجمهوريين، فيما فضّل قرابة 19% منهم عدم دعم أي من الحزبين في الوقت الراهن. وتُظهر النتائج أيضًا فجوة كبيرة في مستوى الحماس الانتخابي؛ فـ 67% من الديمقراطيين والمستقلين ذوي الميول الديمقراطية أعربوا عن حماستهم الكبيرة للمشاركة في التصويت العام المقبل، مقابل 46% فقط من الجمهوريين.
وتتضح صورة أعمق عندما يُنظر إلى دوافع هذا الحماس، فبين الديمقراطيين الذين يرون أن “حماية الديمقراطية” هي قضيتهم الأولى، أعرب 82% عن حماستهم القصوى للتصويت، بينما تراجعت هذه النسبة إلى 57% بين من يعتبرون الاقتصاد هو شاغلهم الرئيسي. ورغم الصورة المتعثرة للحزب الديمقراطي نفسه، حيث لا يحمل سوى 65% من أنصاره رؤية إيجابية تجاهه، فإن الغالبية الساحقة منهم (93%) تؤكد نيتها التصويت لمرشحه المحلي، في مؤشر على تماسك القاعدة الانتخابية حول هدف سياسي واحد: مواجهة ترامب وحزبه في صناديق الاقتراع.
وفي المقابل، تُظهر الأرقام أن نظرة الأميركيين للوضع العام في البلاد تتسم بالتشاؤم؛ إذ يرى 68% أن الأوضاع تسير في الاتجاه الخاطئ، و72% يعتقدون أن الاقتصاد يعاني من مشاكل خطيرة، بينما اختار 47% “الاقتصاد وتكاليف المعيشة” كأهم القضايا الوطنية. ويرى نحو 61% أن السياسات الاقتصادية لترامب كانت سببًا في تدهور الأوضاع.
أما قضية إغلاق الحكومة الفيدرالية، فقد وصفتها أغلبية ساحقة بأنها “أزمة” أو “مشكلة كبرى”، وألقى 61% باللوم على ترامب في طريقة معالجتها، مع رفض مشابه لأسلوب تعاطي قيادة الحزبين الديمقراطي والجمهوري داخل الكونغرس. وتشير البيانات إلى أن 9 من كل 10 أميركيين ينتقدون واحدًا على الأقل من الأطراف الثلاثة المسؤولة عن الإغلاق.
تقييم قرارات ترامب
كما سجّل ترامب نسب رفض مرتفعة في معظم الملفات الجوهرية الأخرى، فيرى 56% أن قراراته في السياسة الخارجية أضعفت مكانة الولايات المتحدة، و57% يعتبرون أنه بالغ في عمليات ترحيل المهاجرين غير النظاميين. وإلى جانب ذلك، يرى 61% من المستطلعة آراؤهم أن الرئيس أساء استخدام سلطاته، بزيادة واضحة عن بداية العام، بينما عبّر أكثر من نصف الأميركيين (54%) عن استيائهم من قراره هدم الجناح الشرقي للبيت الأبيض، في حين لم يُبدِ سوى 10% رضاهم عن هذه الخطوة.
ورغم أن الحزب الجمهوري في الكونغرس يُظهر دعمًا واسعًا لترامب، إذ يرى 63% من الجمهوريين والمستقلين المؤيدين لهم أن مستوى الدعم الحالي مناسب، فإن معظم الأميركيين (55%) يعتقدون أن هذا الدعم مبالغ فيه، وهو ارتفاع ملحوظ مقارنة بالأشهر الماضية. أما داخل المعسكر الديمقراطي، فتبدو الصورة أكثر تباينًا؛ إذ يرى 40% أن ممثلي الحزب في الكونغرس لا يتخذون موقفًا حازمًا بما يكفي ضد سياسات ترامب، في حين يتفق 69% من الديمقراطيين والمستقلين المقربين منهم على ضرورة تصعيد المواجهة السياسية.
ويشير الاستطلاع، الذي شمل 1245 بالغًا بينهم 954 ناخبًا مسجلًا وأُجري بين 27 و30 أكتوبر، إلى أن هامش الخطأ يبلغ 3.1 نقاط مئوية للعينة الكاملة و3.6 نقاط مئوية للناخبين المسجلين.
اقرأ أيضًا:
إنفوجرافيك| ثقة الأمريكيين في ترامب تتراجع
لماذا قد تُعمق الانتخابات الأمريكية الانقسام السياسي في البلاد؟
“ترامب” يحتفي بحمام في البيت الأبيض!












