تعَد الحرب السودانية واحدة من أكثر النزاعات الجارية دموية في العالم، حيث شهد عام 2025 تصعيدًا لم يقتصر على المعارك العسكرية بل امتد ليشمل جرائم حرب واسعة النطاق، وهو ما يهدد بتقسيم السودان إلى كيانات متناحرة.
تصعيد عسكري وسياسي في الحرب السودانية خلال 2025
شهد الصراع تحولات حاسمة في مطلع عام 2025، ففي شهر فبراير، وقعت قوات الدعم السريع ميثاقًا في نيروبي لتشكيل حكومة موازية أُطلق عليها اسم "حكومة السلام والوحدة" أو "التحالف التأسيسي".
وصفت الجيش السوداني والأمم المتحدة، هذه الخطوة بأنها خطرة، إذ تهدد بتعزيز الانقسام الفعلي في البلاد.
وفي المقابل، نجحت القوات المسلحة السودانية في شهر مارس في استعادة السيطرة على الخرطوم بالكامل، بما في ذلك القصر الرئاسي والمطار، بعد معارك طاحنة دامت عامين.
جاء هذا الانتصار بثمن باهظ من الدمار، حيث كثفت قوات الدعم السريع من هجماتها بالطائرات المسيّرة ضد المنشآت المدنية والحيوية.
وشهدت دارفور نكسة مروعة في شهر أكتوبر، فبعد حصار دام لأكثر من 500 يوم، سقطت مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في الإقليم.
أدى سقوط المدينة إلى مذبحة أسفرت عن مقتل 1500 مدني خلال 48 ساعة فقط، وفقًا لشبكة الأطباء السودانيين، بالإضافة إلى تقارير عن أعمال نهب واغتصاب جماعي.
وتزايدت المخاطر المترتبة على استمرار الحرب السودانية، حيث دخلت جهود التسوية الدولية حيز التنفيذ بشكل مكثف في نهاية العام.
أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في شهر نوفمبر، أنه سيعمل بشكل فوري على تسوية النزاع السوداني، وجاء ذلك بناءً على طلب ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان.
وأكد ترامب أنه بدأ دراسة الملف بعد نصف ساعة فقط من شرح ولي العهد لتاريخ السودان وثقافته، مشددًا على أن السعودية والإمارات ومصر وشركاء آخرين في الشرق الأوسط سيكونون جزءًا من هذه الجهود.
ورحب قائد الجيش السوداني، عبدالفتاح البرهان، بهذه المبادرة، وأعلن استعداد الجيش للتعاون الكامل لإنهاء هذه "الفظائع".
وفي مطلع شهر ديسمبر الجاري، أكد مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية أن الولايات المتحدة طرحت بالفعل مقترحًا قويًا لوقف إنساني لإطلاق النار في السودان.
وشدد المسؤول على أن هذه الخطوة تُمثل مدخلًا أساسيًا نحو إنهاء الصراع المستمر وتعزيز فرص الحوار السياسي.
وأوضح أن واشنطن طلبت مرارًا من الطرفين المتحاربين قبول مقترح الهدنة كما هو، دون أي شروط مسبقة.
