سياسة عالم

توترات متصاعدة.. ملامح العلاقة بين الصين واليابان منذ بدء عهد بايدن

 

تشهد العلاقات بين الجارتين، الصين واليابان، توتراً متصاعداً منذ بدء عهد بايدن، ففي أبريل 2021، قامت اليابان بتحفيز شركاتها بمبالغ مالية للخروج من السوق الصيني، قبل أن تجري أول مناورة عسكرية مع واشنطن وباريس في شهر مايو 2021.

العلاقة بين البلدين باتت فاترة في الأشهر الأخيرة، وتحكمها نظرة الولايات المتحدة الأميركية وتعاملها مع الصين، والتوتر المستمر بين العملاقين.

في 15 يوليو 2021، وصف التقرير الدفاعي الياباني السنوي الذي أقرته حكومة يوشيهيدي سوغا، الصين بالمهدد الرئيس للأمن الياباني وأن التوتر العسكري المتزايد حول تايوان إلى جانب التنافس الاقتصادي والتقني بين الصين والولايات المتحدة يعززان قرب حدوث أزمة في الإقليم، فيما أكدت الورقة البيضاء السنوية أن الاستقرار في تايوان قضية مهمة لليابان وأمنها واستقرار المجتمع الدولي فيما تتزايد التكهنات حول احتمالية اندلاع نزاع مسلح في مضيق تايوان.

وتطرق التقرير الدفاعي الياباني للمرة الأولى إلى أزمة جزيرة تايوان التي تنظر لها الصين باعتبارها شأناً داخلياً. فيما عبرت الخارجية الصينية عن استيائها الشديد من التقرير ومعارضتها الحازمة له. واصفة التقرير الدفاعي الياباني بالخطأ غير المسؤول، وأن محتوى التقرير مشبع بعقلية الحرب الباردة فيما يفسر الخوف الياباني من الهيمنة الصينية على تايوان بكونه عائداً لأسباب اقتصادية بحتة، فالعديد من الصناعات اليابانية مرتبط بشكل مباشر بالجزيرة التايوانية.

في المقابل أشادت تايوان بالخطوة اليابانية معربة عن شكرها لليابان لتضمينها في التقرير وتطرقها لأزمة الجزيرة الصغيرة. وفيما يبدو أن ورقة الدفاع اليابانية تشكل فصلاً جديداً في العلاقات بين طوكيو والصين التي تعاني في الآونة الأخيرة من توترات دبلوماسية جراء تصريحات المسؤولين اليابانيين في ملفات حساسة كقضية تايوان، والتدخل العسكري الصيني في الجزيرة.

[two-column]

تمثل تايوان أزمة بين الصين واليابان، فالأولى احتجت على تصريحات لرئيس الوزراء الياباني حول ضرورة مساندة بلاده للولايات المتحدة للدفاع عن تايوان ضد أي غزو محتمل، في حين تعتبر بكين تايوان إقليماً متمرداً

[/two-column]

العلاقة اليابانية الصينية

تربط الجارتين اليابان والصين علاقات تاريخية قديمة تضرب جذورها في عصور الإمبراطوريات. إذ تشير المراجع التاريخية إلى أن هناك تقابلاً في اللغة والدين والأدبيات بين الصين واليابان، كما أن اليابان احتفظت ببعض المهارات التي اختفت في الصين. كما خاضت الدولتان صراعات عنيفة متكررة بينهما بدأت بالحرب الصينية اليابانية الأولى 1894-1895، إلى جانب الحرب المصاحبة للحرب العالمية الثانية بين عامي 1937-1945. التي صاحبتها جرائم الاحتلال الياباني ولا تزال تلقي بظلالها على العلاقة بين البلدين.

ومع تحول الصين إلى دولة شيوعية إبان الحرب الباردة، فترت العلاقات بين طوكيو وبكين وباتت تحكمها نظرة الولايات المتحدة الأميركية وتعاملها مع الصين. وفي عام 1972 أقيمت علاقة رسمية بين اليابان وحزب الشعب الصيني تبعتها تطورات في العلاقات بشكل إيجابي ففي عام1978 أجرى نائب الرئيس الصيني الزيارة الرسمية الأولى إلى الأراضي اليابانية كأول زيارة رسمية رفيعة المستوى بعد الحرب العالمية الثانية. كما تم توقيع معاهدة السلام والصداقة بين البلدين التي رسمت شكل العلاقة المستقبلية بين الجارتين.

تايوان بين بكين وطوكيو

في يونيو 2021، احتجّت الصين على تصريحات لرئيس الوزراء الياباني حول ضرورة مساندة بلاده للولايات المتحدة للدفاع عن تايوان ضد أي غزو محتمل، في حين تعتبر بكين تايوان إقليماً متمرداً، في وقت أبدت اليابان قلقها من التوسع العسكري الصيني في المنطقة

وتمثل تايوان أزمة بين العديد من الأطراف في المجتمع الدولي والصين. فمنذ انفصال تايوان عن الصين بعد الحرب الصينية الأهلية عام 1945، لا تزال الحكومة الصينية ترى تايوان باعتبارها إقليماً متمرداً، ولا بد من إعادتها للحضن الصيني ولو بالقوة إذا تطلب الأمر، وترفض بكين إقامة أي علاقات دبلوماسية مع أي دولة تعترف بتايوان رسمياً كدولة، لذا لم تحظ تايوان وحكومتها باعتراف دولي كبير بسبب سطوة التنين. كما تعتبرها الحكومة الصينية قضية صينية داخلية خالصة، الأمر الذي ترفضه تايبيه التي تأمل في الاعتراف الدولي بحكومتها وتطمح لنيل عضويات في عدد من المنظمات الدولية.

 

المصادر :

إندبندنت عربية / 16 يوليو 2021