فن

في ذكرى وفاته.. هل أبدع «شكسبير» بفكر الآخرين!

الأديب وِلْيَمْ شكسبير

لطالما عرف العالم، الأديب وِلْيَمْ شكسبير، بأنه أحد أعظم الشعراء والكتاب والمسرحيين في تاريخ الأدب الإنجليزي والعالمي، حيث تُرجمت مسرحياته وأعماله إلى كل اللغات الحية، لكنه يواجه اتهامات عديدة بممارسة السرقة الأدبية في كتير من أعماله.

وفي ذكرى وفاته في عام 1616م، نستعرض أبرز تلك الاتهامات التي تدعي بأن موهبة شكسبير زائفة، وأن إبداعه ربما جاء على حساب فكر الآخرين ممنْ عاصروه، بإغارته على أعمالهم ووضع اسمه عليها، بما يهدد تاريخه الأدبي البالغ 39 مسرحية، و158 قصيدة قصيرة، واثنتين من القصص الشعرية الطويلة.

دليل ثقافي

يسود جدال مُستمر في الأوساط الأدبية منذ منتصف القرن الـ19، يفترض وجود شخص أخر غير شكسبير ككاتب أصلي للأعمال المنسوبة إليه، إذ يستند أصحاب هذه الفرضية أن سببها نشأة شكسبير، في بيئة متواضعة بحياة مغمورة، مع انعدام وجود أي أدلة على تلقيه تعليم أو خلفية ثقافية راقية، الأمر الذي يتعارض مع ما عرف عنه من نبوغ شعري. ويتسألون بشأن معرفة شكسبير العميقة والواسعة بما يجري داخل القصر الملكي حينذاك، والتي بدت واضحة في أعماله، على الرغم من عدم قربه من دهاليز القصر، معتبرين أن ذلك يشير إلى أن شخصية من النبلاء داخل البلاط الملكي هي من كتبت هذه الأعمال الأدبية تحت اسم شكسبير المستعار، بهدف حفاظ الكاتب الأرستقراطي الحقيقي على مكانته الاجتماعية حيث كانت تحرم الكتابة الأدبية على ساكني القصور، فتعني هذه النظرية أن اسم شكسبير كان مجرد سراباً.

تكهن الكاتب الحقيقي

واعتبر الكاتب ثوماس لوني، في كتابه “Shakespeare Identified”، أن النبيل الإنجليزي ” إدوارد دى فير” الذي يحمل لقب “إيرل السابع عشر لأوكسفورد”، هو الكاتب الأساسي لأعمال شكسبير، حتى ترسخت نظرية جديدة حول حقيقة أصالة شكسبير ككاتب عرفت بـ “نظرية أوكسفورد”.

ويرى مؤيدو “نظرية أوكسفورد”، أن “إدوارد دى فير” هو الكاتب الحقيقي لأعمال شكسبير لعدة أسباب منها أنه كان أحد أشهر الكتاب المجهولين حينذاك، حيث اعتاد اضطراراً لاستخدام أسماء مُستعارة بسبب انتمائه لعائلة نبيلة، فضلاً عن ارتباطه بمسرح لندن وقربه من الكتاب المُعاصرين لتلك الفترة، والمجال الأدبي، بالإضافة إلى تعليمه الملكي ونشأته ومعيشته في القصر الملكي، وعلاقته مع الملكة إليزابيث الأولى، وسفره إلى عدة أماكن ذُكرت في مسرحيات شكسبير مثل فرنسا وإيطاليا.

وتدّلل هذه النظرية على سرقات شكسبير الأدبية، استناداً إلى أوجه الشبه بين السيرة الحقيقية لـ”إدوارد دى فير” أو “أكسفورد” وبين الأحداث في مسرحيات شكسبير مثل مسرحية “هامليت”، التي تشبه سيرة “أكسفورد” إلى حد كبير بتقديمها قصة شاعر أرستقراطي فريد من نوعه بتعليم كلاسيكي ومحب للسفر، بالإضافة إلى اكتشاف مقاطع لغوية عديدة لأكسفورد، ظاهرة بوضوح في مسرحيات شكسبير، مع تشابه بينهما في استخدام العبارات.

علاقة غرامية

وفي سياق متصل، ظهر رأي آخر داعم لنظرية سرقات شكسبير، حيث افترض “البرنس تيودور” أن

فشل البحث الواسع في إثبات أن  “أوكسفورد” أو أي شخص آخر هو الكاتب الأصلي  لأعمال شكسبير،  لكن في عام 1952 عاد الاهتمام بأكسفورد وظهرت نظرية “البرنس تيودور” والتي تفترض أن أكسفورد  كان على  علاقة غرامية مع  الملكة إليزابيث الأولى، نتج عنها إنجاب ابن غير شرعي اسمه هنرى ريثيسلي، ما دفع “أكسفورد” لتخليد هذه العلاقة العاطفية بكتابة مسرحياته التي اضطر لنسبها لشكسبير بدلاً منه باعتبار أن هذه العلاقة سر من أسرار الدولة، وبهدف التستر على ابنهما غير الشرعي.

الأخذ من بلوتارك

وفي القرن السادس عشر، رأى الكاتب البريطاني روبرت غرين، أن شكسبير لص أدبي محترف، مستنداً في رأيه على أنه قد سرق أفضل المقاطع في مسرحيته «أنطونيو وكليوباترا»، من الكاتب اليوناني -الذي أصبح رومانياً لاحقا- “بلوتارك”، والذي عاش في الفترة (46 – 120م). وأضاف أن شكسبير، قد أخذ أيضاً 144. 4 سطرا من أصل 033. 6 سطر، من الجزء الأول والثاني والثالث من عمل هنري الخامس، سواء حرفيا أو بإعادة الصياغة.

وعلى الرغم من تأكيدات العديد من الأدباء بشأن سرقات شكسبير الأدبية، إلا أن هذه القضية لم تُحسم حتى اليوم، ما بين آراء تشكك في قدرات شكسبير، وتعتبر أنه قد خبز بقمح الآخرين، وآراء أخرى تؤكد أنه من أنتج إبداعه الأدبي، في سجال لا يزال ينتظر من يحسمه.

هوايات الأديب العالمي نجيب محفوظ

يحيى الطاهر عبدالله.. شاعر القصة القصيرة

نيقولاي غوغول.. مُلهم الأدب الروسي