تقنية

كيف حولت التهديدات الروسية جارتها إلى خبيرة في الدفاع السيبراني؟

عندما أرادت ألمانيا وبلجيكا تطوير أنظمتها الخاصة بالأمن السيبراني كانت إستونيا هي المقصد، تلك الدولة التي تتم فيها كل المعاملات الحكومية تقريباً عبر الإنترنت، وهو ما استلزم مستوى عالٍ من الأمن السيبراني.

وبالفعل، فإن إستونيا تستحوذ على مكانة عالمية كبيرة في هذا المجال وتوضع على رأس أية تصنيفات خاصة بالأمن الإلكتروني، حتى أن عاصمتها تالين هي مقر لمركز الدفاع السيبراني لحلف الناتو.

على صعيد آخر، أظهر تقرير جديد للاتحاد الأوروبي حصلت عليه CNN أن الهجمات الإلكترونية الخطيرة ضد أهداف حساسة في أوروبا قد تضاعفت العام الماضي، كما حدثت سلسلة من الهجمات البارزة على أهداف أمريكية في الأسابيع الأخيرة، الأمر الذي وضع القضية على أجندة القمة الأخيرة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

[two-column]

روسيا أحد المتهمين الرئيسيين في الهجمات السيبرانية التي تُشن على مواقع حيوية حول العالم، وهذا التهديد السيبراني الروسي ليس غريباً على إستونيا.

[/two-column]

ففي عام 2007 ، أثار قرار نقل نصب تذكاري للحرب يعود إلى الحقبة السوفيتية من وسط تالين إلى مقبرة عسكرية خلافًا دبلوماسيًا مع جارتها، واندلعت احتجاجات وصدرت تصريحات غاضبة من الدبلوماسيين الروس، وبمجرد بدء أعمال الإزالة، أصبحت إستونيا هدفًا لما كان في ذلك الوقت أكبر هجوم إلكتروني ضد دولة واحدة.

ووصفت الحكومة الإستونية الحادث بأنه حرب إلكترونية وألقت باللوم على روسيا في ذلك، وهو ما نفته موسكو، لكن جعل الهجوم إستونيا تدرك أنها بحاجة إلى البدء في التعامل مع التهديدات السيبرانية بنفس الطريقة التي تعامل بها الهجمات العسكرية.

في ذلك الوقت، كانت الدولة بالفعل حققت نجاحاً كبيراً في الحكومة الإلكترونية، حيث قدمت خدمات مثل التصويت عبر الإنترنت والتوقيعات الرقمية.

وبينما لم تُسرق أي بيانات خلال الحادث، استُهدفت مواقع البنوك ووسائل الإعلام وبعض الخدمات الحكومية، ما تسبب في تعطل بعض الخدمات، فيما توقفت خدمات أخرى بالكامل.

بعد الهجوم، تبنت الحكومة إستراتيجية وطنية سريعة واسعة النطاق للأمن السيبراني، تعاونت فيها مع شركات خاصة لبناء أنظمة آمنة.

 وأنشأت “سفارة بيانات” في لوكسمبورغ، وهي مركز بيانات فائق الأمان يحتوي على نسخ احتياطية في حالة وقوع هجوم على الأراضي الإستونية.

وأصبحت إستونيا أيضًا من أوائل المتبنين لتقنية البلوك تشين وأنشأت وحدة إلكترونية جديدة ضمن رابطة الدفاع الإستونية التطوعية. كما بدأت في الضغط من أجل الحصول على المزيد من التعاون الدولي عبر الناتو ومنظمات أخرى.