أحداث جارية سياسة

أبو محمد الجولاني.. مهندس إسقاط نظام الأسد بالقوة

محمد الجولاني

نال أبو محمد الجولاني، شهرة واسعة خلال أيام قليلة، لقيادته هيئة تحرير الشام، التي نجحت مع فصائل مسلحة أخرى في إسقاط نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، فما الذي نعرفه عنه؟

قصة صعود أبو محمد الجولاني

عُرف أحمد الشرع، والملقب باسم أبو محمد الجولاني، كقائد لفرع تنظيم القاعدة في الحرب الأهلية السورية، تحت مسمى جبهة النصرة.

ظل أبو محمد الجولاني شخصية غامضة بعيدًا عن أعين الجمهور، حتى عندما أصبحت مجموعته أقوى فصيل يقاتل قوات الرئيس بشار الأسد.

وقبل تأسيس جبهة النصرة، حارب الجولاني في صفوف تنظيم القاعدة في العراق، حيث أمضى 5 سنوات في سجن أمريكي، وعاد إلى سوريا بمجرد بدء الانتفاضة، وأرسله زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق في ذلك الوقت لتعزيز وجود تنظيم القاعدة.

وصنفت الولايات المتحدة الجولاني إرهابيًا في 2013 قائلة إن تنظيم القاعدة في العراق كلفه بالإطاحة بحكم الأسد وفرض الشريعة الإسلامية في سوريا، وإن جبهة النصرة نفذت هجمات انتحارية قتلت مدنيين وتبنت رؤية طائفية عنيفة.

أجرى الجولاني أول مقابلة إعلامية له في عام 2013، وكان وجهه ملفوفًا بوشاح داكن ولا يظهر سوى ظهره للكاميرا، ودعا في حديثه لقناة الجزيرة إلى إدارة سوريا وفق الشريعة الإسلامية.

وبعد حوالي 8 سنوات، جلس لإجراء مقابلة مع برنامج “FRONTLINE” التابع لهيئة الإذاعة العامة الأمريكية، وواجه الكاميرا مرتديًا قميصًا وسترة.

وقال الجولاني إن تصنيف الإرهابيين غير عادل وأنه يعارض قتل الأبرياء.

وشرح بالتفصيل كيف توسعت جبهة النصرة من الرجال الستة الذين رافقوه من العراق إلى 5000 في غضون عام.

وقال إن جماعته لم تشكل أبدا تهديدا للغرب، وأضاف: “لقد انتهى ارتباطنا بالقاعدة، وحتى عندما كنا مع القاعدة كنا ضد القيام بعمليات خارج سوريا، كما أن القيام بعمل خارجي يتعارض تماما مع سياستنا”.

وخاض الجولاني حربا ضد حليفه القديم “البغدادي” بعد أن سعى تنظيم الدولة الإسلامية إلى ضم جبهة النصرة من جانب واحد في عام 2013.

وعلى الرغم من علاقاتها بتنظيم القاعدة، كان يُنظر إلى النصرة على أنها أكثر تسامحًا وأقل صرامة في تعاملها مع المدنيين والجماعات المتمردة الأخرى.

وبينما كان تنظيم الدولة الإسلامية ينهار، كان الجولاني يعزز قبضة هيئة تحرير الشام في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، ويؤسس إدارة مدنية تسمى حكومة الإنقاذ.

وفي عام 2016، قطع الغولاني علاقة قواته بتنظيم القاعدة، وأعاد تسمية مجموعته وظهر كحاكم فعلي لشمال غرب سوريا الذي يسيطر عليه المعارضون.

ظهر التحول في اتجاهات الجولاني منذ أن استولى مقاتلو المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام على حلب الأسبوع الماضي، حيث ظهر بشكل بارز وأرسل رسائل تهدف إلى طمأنة الأقليات السورية التي طالما كانت تخشى الجهاديين.

ومع دخول المعارضة المسلحة إلى حلب، أكبر مدينة في سوريا قبل الحرب، أظهره شريط فيديو وهو يرتدي الزي العسكري وهو يصدر أوامر عبر الهاتف، مذكّراً المقاتلين بتوجيهات حماية الناس ويمنعهم من دخول المنازل.

وأظهر مقطع فيديو آخر أنه زار قلعة حلب يوم الأربعاء برفقة مقاتل يلوح بعلم الثورة السورية الذي كانت جبهة النصرة تتجنبه ذات يوم باعتباره رمزًا للكفر، لكن الجولاني احتضنه.

محمد الجولاني

المصادر:

وكالة reuters