تعتبر النجوم التي تموت في الفضاء من أكثر الظواهر الكونية إثارةً للإعجاب، حيث تشهد هذه النجوم تحولات هائلة تنتج عنها مستعرات عظمى وثقوب سوداء، تاركة وراءها بقايا غامضة تساهم في تشكيل الكون وتغذي فضول العلماء والمراقبين.
وعلى الرغم من أننا نرى نفس النجوم التي كان يراها أسلافنا القدماء، إلا أن الفضاء نسيج متغير، حيث تولد نجوم جديدة باستمرار، وتموت أخرى، وبحسب العلماء سيكون هذا هو مصير شمسنا بعد حوالي 5 مليارات سنة، ولكن ما مدى سرعة تغير السماء ليلاً، وكم عدد النجوم التي تموت كل عام في مجرتنا درب التبانة ؟
موت النجوم
لفهم معنى موت النجم، يجب أولاً توضيح كيفية عمل النجوم، فهي كرات هائلة من الغاز الساخن تحافظ على نفسها عبر الاندماج النووي الذي يحول الهيدروجين إلى هيليوم داخل نواتها، ويموت النجم عندما يتوقف هذا الاندماج.
وهناك طريقتان رئيسيتان لموت النجوم، حيث تعتمد الطريقة كتلة التجم، وبالنسبة للنجوم منخفضة الكتلة، يتوقف الاندماج النووي عندما يتحول كل الهيدروجين في قلب النجم إلى هيليوم، فبدون الحرارة والضغط الخارجي الناتج عن الاندماج، ينهار النجم على نفسه.
وخلال هذا الانهيار، يصبح الضغط على النواة شديدًا لدرجة أن الهيليوم يبدأ في الاندماج إلى كربون، ما يطلق طاقة كبيرة. نتيجة لذلك، ينتفخ الغلاف الجوي الخارجي للنجم ويتحول إلى اللون الأحمر، مكونًا ما يعرف بالعملاق الأحمر، وفي النهاية، يتخلص النجم من غلافه الجوي المنتفخ، تاركًا وراءه جسم كثيف يعرف بالقزم الأبيض.
ويقول جيمس دي بويزر، عالم الأبحاث في معهد البحث عن كائنات ذكية خارج الأرض (SETI)، إن حوالي 97% من النجوم في مجرة درب التبانة، بما في ذلك الشمس، مقدر لها أن تصبح أقزام بيضاء.
المستعر الأعظم
يستخدم العلماء البصمة الضوئية للأقزام البيضاء إلى جانب معدل تكوين النجوم والعدد الإجمالي للنجوم، لتقدير عدد النجوم التي تموت كل عام، ووفقاً لدي بويزر، يقدر بأن قزمًا أبيض يتشكل كل عامين.
أما النجوم التي تساوي كتلتها ثمانية أضعاف كتلة الشمس أو أكثر، فلها مسار موت مختلف، وتشكل هذه النجوم الضخمة حوالي 3% فقط من نجوم مجرة درب التبانة، لكنها تترك تأثيرات مذهلة.
وأوضح إريك بوروفسكي، طالب دراسات عليا في الفيزياء الفلكية بجامعة ولاية لويزيانا، أن هذا النوع من النجوم يدمج عناصر أثقل في قلبه حتى يصبح ضخمًا جدًا لدرجة أنه ينهار تحت تأثير جاذبيته، ويؤدي هذا الانهيار إلى انفجار هائل يعرف بالمستعر الأعظم، لكن بعد الانفجار، قد يعيش قلب النجم كنجمة نيوترونية أو ثقب أسود، وفقاً لوكالة ناسا.
وتعد آخر ملاحظة مسجلة لمستعر أعظم في مجرة درب التبانة كانت في عام 1604، ومع ذلك، يقدر علماء الفلك أن المستعر الأعظم يحدث مرة أو مرتين كل قرن في المجرة.
عدد النجوم التي تموت في درب التبانة
تعتبر تقديرات علماء الفلك حول النجوم التي تموت في مجرتنا معقدة بسبب شكل درب التبانة والسحب الكثيفة من الغاز والغبار.
وأشار دي بويزر إلى أنه من الممكن أن يكون هناك مستعرات عظمى تنطلق على الجانب الآخر من مركز المجرة، ولكن هناك الكثير من الأشياء بيننا ولن نراها.
وبحسب تقديرات العلماء يتشكل قزم أبيض كل عامين أو نحو ذلك، بالإضافة إلى حدوث اثنين من المستعرات العظمى كل 100 عام، فإن المجموع الكلي هو 53 نجمًا يموت كل قرن في في درب التبانة، أو حوالي 1.9 نجم سنويًا.
المصدر: