logo alelm
دراسة تقدم مفهوم مختلف لحساسية الطعام لدى الأطفال

أظهر بحث جديد ركز على حساسية الطعام لدى الأطفال أن هناك فترة مهمة في بداية حياتهم، إذا تم فيها إدخال البيض وزبدة الفول السوداني في طعامهم، فإن ذلك يقلل بشكل كبير من احتمال إصابتهم بالحساسية لهذه الأطعمة في المستقبل، هذه النصيحة تفتح المجال لمزيد من تطوير مفاهيمنا حول الحساسية عند الأطفال.

تغيير في التوصيات الغذائية للرضع 

تتعارض هذه النتائج مع النصائح السابقة التي كانت تقول للآباء أن يتجنبوا إعطاء هذه الأطعمة لأطفالهم حتى يكملوا عامهم الأول على الأقل، خوفًا من أن تسبب لهم حساسية. الدراسة الجديدة تقدم دليلاً على أن البدء بإدخال هذه الأطعمة في عمر مبكر قد يكون أكثر فائدة في الوقاية من الحساسية.

تفاصيل البحث: مقارنة بين مجموعتين من الأطفال

في هذا البحث، قارن علماء من جامعة غرب أستراليا بين تجربتين لمجموعتين من الأطفال في أستراليا: المجموعة الأولى كانت تضم 506 أطفال لم يحصل آباؤهم على أي نصيحة خاصة بشأن التغذية. أما المجموعة الثانية فتكونت من 566 طفلًا، وقد نُصح آباؤهم ببدء إضافة البيض وزبدة الفول السوداني إلى طعام أطفالهم في عمر حوالي ستة أشهر.

نتائج واعدة: انخفاض واضح في نسبة الحساسية

تقول سمر ووكر، وهي عالمة صحة في جامعة غرب أستراليا: “بالنسبة للأطفال في المجموعة الثانية – الذين اتبع أهاليهم النصيحة الجديدة وقدموا لهم زبدة الفول السوداني والبيض في عمر حوالي ستة أشهر – قلت نسبة حساسية البيض من 12 بالمائة إلى 3 بالمائة. كما قلت نسبة حساسية الفول السوداني من حوالي 6 بالمائة إلى 1 بالمائة”. هذه النتائج تشير إلى تأثير كبير للتدخل المبكر في تقليل خطر الإصابة بالحساسية.

التوقيت المبكر وتقليل حساسية الطعام

بمعنى آخر، فإن إدخال هذه الأطعمة في وقت مبكر، أي في عمر ستة أشهر، أحدث فرقًا كبيرًا في عدد الأطفال الذين أصيبوا بالحساسية عند بلوغهم سن 12 شهرًا. وقد شملت الدراسة أيضًا حليب البقر، ولكن الفرق في هذه الحالة كان أقل وضوحًا. ومع ذلك، يبقى التركيز على البيض وزبدة الفول السوداني نظرًا للانخفاض الكبير في نسب الحساسية تجاههما.

تأكيد الإرشادات الحالية 

هذه النصيحة ليست جديدة تمامًا، وقد أضيفت بالفعل توصية البدء عند عمر ستة أشهر إلى الإرشادات الرسمية لتغذية الرضع والوقاية من الحساسية التي اقترحتها الجمعية الأسترالية الآسيوية للحساسية والمناعة السريرية (ASCIA). وقد تأكد العلماء من أن هذه التوصيات آمنة وفعالة بتطبيقها على مجموعات كبيرة من الناس، مما يعزز الثقة في هذه الإرشادات الجديدة.

زيادة الوعي بأهمية النصائح الجديدة

تابع الباحثون حالات الحساسية لدى الأطفال حتى عمر 12 شهرًا. وقد تم إعطاء آباء المجموعة الثانية (566 طفلًا) نسخًا مطبوعة من إرشادات ASCIA، ويحرص الباحثون على نشر الوعي بهذه النصيحة الحديثة من الخبراء حول أفضل طريقة لتقليل خطر الحساسية. إن نشر هذه المعلومات يمكن أن يساعد العديد من العائلات على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن تغذية أطفالهم.

رسالة الباحثين: اتباع النصائح يقلل من الحساسية

تقول ووكر: “إذا قمنا بتوزيع هذه الإرشادات على نطاق أوسع وشجعنا العاملين في مجال الصحة على مشاركة هذه المعلومات، فسنتمكن من تقليل عدد حالات الحساسية الغذائية في المجتمع بشكل كبير”. هذا التأكيد من الباحثين يوضح الأثر الإيجابي المحتمل لتطبيق هذه التوصيات على مستوى المجتمع.

حدود الدراسة ونظرة للمستقبل

إن فهم سبب تطور الحساسية أمر معقد، ومن المهم أن نعرف أن الأطفال في هذه الدراسة تم فحصهم فقط حتى عمر 12 شهرًا – وأن الحساسية لزبدة الفول السوداني والبيض لم تختف تمامًا. ومع ذلك، ومع وجود علامات تدل على أن حساسية الطعام لدى الأطفال تزداد رغم النصائح بتجنب أطعمة معينة، فإن مراجعة العلاقة بين الطعام واستجابة الجسم المناعية أمر ضروري. هذه مجرد جزء واحد من الصورة، ولكنه دليل قوي على أن أحدث الإرشادات تحدث فرقًا بالفعل – حتى فيما يتعلق بمستوى أعلى من المخاطر الوراثية. كان لدى جميع الأطفال المشاركين في البحث قريب مباشر يعاني من حساسية تجاه أحد هذه الأطعمة، وغالبًا ما تنتشر الحساسية في العائلات.

تأكيد أهمية التوقيت المناسب

تقول ديبي بالمر، وهي أخصائية تغذية تعمل في البحث بجامعة غرب أستراليا: “بعض الآباء ما زالوا غير متأكدين من الوقت المناسب لإدخال الأطعمة التي قد تسبب الحساسية – خاصة العائلات التي لديها تاريخ في الإصابة بالحساسية”. من المهم أن يحصل الآباء على معلومات واضحة وموثوقة حول هذا الموضوع.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

إنفوجرافيك| صراع النفوذ.. خريطة الفصائل المسلحة بالسويداء

المقالة التالية

لماذا تتجمد أسماك القرش عند قلبها رأسًا على عقب؟