فقد 6 أشخاص حياتهم وأصيب آخرين، وستعاني ولاية ميريلاند من أزمة لوجستية لأشهر نتيجة لانهيار جسر بالتيمور بعد اصطدام سفينة الحاويات “إم في دالي” به.
كان حادث تصادم السفينة التي يبلغ طولها 300 متر وكتلتها حوالي 100 ألف طن صادمًا للجمهور والمهندسين المتخصصين في إنشاء وتشغيل وصيانة الجسور، والذين تلقوا درسًا من هذه الكارثة بأن السلامة لا يمكن اعتبارًا أمرًا مفروغًا منه.
جسر من القرن العشرين يلتقي بسفينة من القرن الحادي والعشرين
شرح كولين كابراني، الأستاذ في الهندسة المدنية بجامعة موناش الأسترالية الكيفية التي وصلت بها الأمور إلى ما آلت عليه في جسر بالتيمور.
أوشار “كابراني” أن جسر “فرانسيس سكوت كي” بُني في منتصف السبعينيات وافتتح في عام 1977.
وأوضح: “يرتكز الجسر على أربعة دعامات، اثنان منها على كل جانب من الممر المائي الصالح للملاحة، ويمثلان العاملان الأكثر أهمية للحماية من تأثيرات السفن”.
ولفت أن الجسر يضم طبقتين إضافيتين للحماية، أحدهما يسمى “الدولفين”، وهو هيكل مصنوع من الخرسانة، يوجد في الماء على بعد حوالي 100 متر من أعلى وأسفل الأرصفة، ووظيفتها التضحية بها في حالة انحراف السفينة، حيث تمتص طاقتها وتمنعها من الاصطدام بالجسر نفسه.
ويمثل الحاجز الطبقة الأخيرة من الحماية، وهو هيكل مصنوع من الخشب والخرسانة المسلحة يوضع حول الأرصفة؛ لامتصاص الطاقة الناتجة عن أي تأثير.
قال كولين كابراني إن الدلافين والحواجز لم تتمكن من امتصاص الصدمات الناتجة عن اصطدام السفينة التي تزن أكثر من 100 ألف طن بها.
وتابع: “بمجرد أن تجاوزت السفينة الضخمة الدولفين والحاجز، أصبح أحد الدعامات الأربعة الرئيسية للجسر غير قادر على مقاومة التأثير، نظرًا لحجم السفينة وسرعتها المحتملة التي تبلغ حوالي 15 كيلومترًا في الساعة”.
دروس من الكارثة
يرى كولين كابراني، الأستاذ في الهندسة المدنية بجامعة موناش الأسترالية، أن إجراءات الحماية المطبقة لهذا الجسر لم تكن كافية للتعامل مع تأثير السفينة.
وقال: “سفن الشحن أصبحت أكبر بكثير من سفن السبعينيات، ويبدو أن جسر فرانسيس سكوت كي لم يتم تصميمه مع وضع حادث تصادم كهذا في الاعتبار”.
وأضاف: “أحد الدروس التي نتعلمها هو أننا بحاجة إلى النظر في كيفية تغير السفن القريبة من جسورنا، وهذا يعني أنه لا يمكننا قبول الهيكل كما تم بناؤه فحسب، بل التأكد من أن إجراءات الحماية حول جسورنا تتطور جنبًا إلى جنب مع السفن المحيطة بها”.
وواصل: “بشكل أكثر عمومية، يتعين علينا أن نظل يقظين في إدارة جسورنا، ويؤكد هذا الحدث المأساوي على الحاجة إلى إنفاق المزيد على صيانة بنيتنا التحتية القديمة، فهذه هي الطريقة الوحيدة لضمان بقائها آمنة وفعالة لتلبية المتطلبات التي نطرحها عليها اليوم”.
اقرأ أيضًا:
بالصور| كارثة انهيار جسر بالتيمور.. الأضرار والخسائر
نظريات المؤامرة تحيط بحادث انهيار جسر بالتيمور
انهيار جسر بالتيمور في أمريكا.. الكارثة الأسوأ من نوعها منذ 17 عامًا
المصادر: