ضرب زلزال عنيف بلغت قوته 8.8 درجة على مقياس ريختر سواحل شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا فجر الأربعاء بالتوقيت المحلي، وهو حدث جيولوجي جلل أطلق سلسلة واسعة من التحذيرات من موجات تسونامي عبر حوض المحيط الهادئ.
وأدت قوة الزلزال، الذي وقع على عمق ضحل لم يتجاوز 19.3 كيلومترًا، إلى تفعيل أنظمة الإنذار المبكر في عشرات الدول، وإصدار أوامر إجلاء لملايين السكان في اليابان وهاواي الأمريكية، وسط حالة من التأهب والخوف من تكرار كوارث سابقة.
وأفادت السلطات الروسية بوقوع أضرار وإصابات في المناطق القريبة من مركز الزلزال، الذي يبعد حوالي 119 كيلومترًا عن مدينة بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي المأهولة بالسكان، بينما امتدت تداعيات الكارثة لتسجل حالة وفاة في اليابان خلال عمليات الإجلاء المنظمة.
في اليابان، أطلقت السلطات أوامر إجلاء عاجلة شملت ما يقرب من مليوني شخص على طول الساحل الشرقي للبلاد، وتم إخلاء العاملين من محطة فوكوشيما النووية المنكوبة كإجراء احترازي لتجنب أي طارئ.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي مواطنين يحتمون فوق أسطح المباني، بينما أُغلقت مدارج مطار سينداي وعُلقت بعض خدمات القطارات.
ورغم أن ارتفاع الأمواج التي وصلت السواحل اليابانية تراوح بين 30 سنتيمترًا و1.3 متر، إلا أن السلطات حذرت من أن الموجات اللاحقة قد تكون أكثر تدميرًا.
وفي حادث مأساوي، سُجلت حالة وفاة لسيدة تبلغ من العمر 58 عامًا بعد سقوط سيارتها من على جرف صخري أثناء محاولتها الفرار إلى منطقة آمنة.
كما انطلقت صفارات الإنذار في جميع أنحاء جزر هاواي الأمريكية، وصدرت تحذيرات تطالب السكان في المناطق الساحلية بالانتقال فورًا إلى مناطق مرتفعة أو الصعود إلى الطابق الرابع في المباني على الأقل، وأُلغيت جميع الرحلات الجوية من وإلى جزيرة ماوي.
وقال حاكم الولاية، جوش غرين، في مؤتمر صحفي: “عليكم أن تفترضوا أنها ستكون مهددة للحياة”، فيما سجل مركز التحذير من تسونامي في المحيط الهادئ موجات وصل ارتفاعها إلى 1.7 متر تضرب سواحل الجزر، مؤكدًا أن الخطر قد يستمر لساعات.
أفادت وزارة الطوارئ الروسية بأن موجات تسونامي وصل ارتفاعها إلى 5 أمتار ضربت بلدة سيفيرو كوريلسك الساحلية، مما أدى إلى إغراق الميناء ومنشأة لمعالجة الأسماك وألحق أضرارًا ببعض المباني وانقطاع الكهرباء عن منطقة سخالين.
ونقلت وسائل الإعلام شهادات لسكان محليين وصفوا فيها اهتزاز المباني لدقائق بشكل متواصل، وقال حاكم كامتشاتكا، فلاديمير سولودوف، إن الزلزال هو “الأقوى الذي يضرب المنطقة منذ عقود”، بينما حذر علماء من أن الهزات الارتدادية قد تستمر لمدة شهر.
وامتدت التحذيرات لتشمل مناطق شاسعة، حيث وُضعت السواحل الغربية للولايات المتحدة وكندا تحت “تحذير استشاري”.
وأصدرت الفلبين تحذيرًا من أمواج قد يصل ارتفاعها إلى متر واحد على طول سواحلها الشرقية، كما أصدرت الصين تحذيرًا مماثلًا قد يؤثر على مدينة شنغهاي الساحلية، وكذلك فعلت تايوان وإندونيسيا ونيوزيلندا.
