أحداث جارية سياسة

نظريات المؤامرة تحيط بحادث انهيار جسر بالتيمور

انهيار جسر بالتيمور

تبنى العديد من الأمريكيين عددًا من نظريات المؤامرة المتعلقة بحادث انهيار جسر فرانسيس سكوت كي في بالتيمور في الولايات المتحدة.

وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت ادعاءات مختلفة ما بين تورط إسرائيل في الحادث وكذلك عائلة أوباما، إلى جانب شائعات عن هجوم إلكتروني محتمل وإصابة قبطان السفينة بمضاعفات ناتجة عن لقاح كوفيد.

ولكن وفق ما أوردته شبكة “سي إن إن”، فإن معظم هذه الادعاءات ليس لها أي أساس من الصحة.

وأشار المسؤولون في وقت مبكر من التحقيقات حول الحادث إلى أنه لا يوجد شبهة جنائية أو عمل متعمد أدى إلى الكارثة.

ورغم ذلك، استمرت نظريات المؤامرة في التصاعد عبر الإنترنت، وسيطرت التفاصيل غير الحقيقية على روايات الكثيرين بشأن الحادث.

اصطدمت السفينة الجانحة بجسر بالتيمور خلال الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء الماضي

انهيار الثقة

يعكس اللجوء إلى نظريات المؤامرة بل والإيمان بها في الأحداث الكبرى في الولايات المتحدة، مدى تراجع الثقة بين الحكومة ومؤسسات الدولة من ناحية، والمواطنين من ناحية أخرى.

وبسبب هذا التشكيك تجد المعلومات المضللة أرضًا خصبة للنمو في مقابل المعلومات الرسمية التي تتداولها وسائل الإعلام على لسان المصادر الرسمية.

والمثير للدهشة أن المعلومات المغلوطة في الكثير من الأحداث الكارثية تكون مقبولة بشكل أكبر من نظيرتها الحقيقة والواقعية.

ويُعزى سبب انتشار المعلومات المضللة إلى افتقار منصات مثل فيسبوك وإكس “تويتر سابقًا” للآليات الدقيقة للتحقق من المعلومات.

وهذا الافتقار جعل المعلومات غير الدقيقة تتصدر التداول بين الأمريكيين فور العلم بالحادث، بدلًا من التفاصيل الحقيقية للواقعة.

أبرز الشائعات

بعد ساعات قليلة من حادث انهيار جسر بالتيمور، نشر أحد النشطاء على منصة X ويُدعى “أندرو تيت”، نظرية تفيد بأن السفينة تم التلاعب بها عبر الإنترنت وتوجيهها عمدًا ناحية الجسر.

وقال تيت في منشور إن أعداء الولايات المتحدة يهاجمون البنى التحتية الرقمية، ولأنه لديه أكثر من 9 ملايين متابع على المنصة، انتشر الادعاء كالنار في الهشيم.

وبحسب بيانات شركة Memetica المختصة بتعقب المعلومات المضللة عبر الإنترنت، فإن تغريدة تيت تمت مشاهدتها لأكثر من 18.5 مليون مرة على المنصة.

وعلى الرغم من أن المنصة الخاضعة لإدارة “إيلون ماسك” أرفقت إنذارًا بالتغريدة يُفيد بأنها مجرد رأي شخصي وأن المعلومات الموجودة بها مجرد تكهنات، إلا أن المنشور رسّخ لما يمكن تسميته بـ “الواقع البديل”.

وتيت متهم بارتكاب جرائم جنسية واتجار بالبشر، كما أنه مشهور بمنشوراته التي تحمل كراهية للنساء، كما أنه ينتظر محاكمة حاليًا في رومانيا.

من ناحية أخرى، شارك أحد المثيرين لشكوك المؤامرة حول حادث إطلاق النار في مدرسة “ساندي هوك” في عام 2012، مقطع فيديو لحادث انهيار الجسر.

وقال أليكس جونز في منشور مرفق بالمقطع إنه يعتقد أن الأمر كان متعمدًا، وأنه ربما حدث من خلال تلاعب إلكتروني، واصفًا ما يحدث بأنه بداية للحرب العالمية الثالثة.

وجونز معروف بإثارته للمعلومات المضللة، وطوال سنوات حاول إقناع الناس بأن العالم على موعد مع كارثة حقيقية وأنهم بحاجة للاستعداد.

ومن أجل ذلك سعى الكثيرون لشراء الأغذية المجففة وكل المستلزمات الحياتية الضرورية، وتم اكتشاف فيما بعد أن جونز يبيعها.

انتشلت فرق الإنقاذ شخصين على قيد الحياة في محيط انهيار الجسر،، وترجح مقتل ما لا بقل عن 4 آخرين

تحري الدقة

من ناحيته طالب عمدة بالتيمور المواطنين بتحري الدقة فيما ينشرونه من معلومات، وإبداء الاحترام للحادث وعدم تقمص دور “المهندس” فيما يتعلق بالحديث حول أسباب انهيار الجسر.

وساق البعض ادعاءات أخرى حول أن سياسات التنوع والإنصاف والشمول DEI كانت السبب وراء الحادث، زاعمين أنه تم التخلي عن الأشخاص المؤهلين في مقابل آخرين أقل احترافية لتحقيق هذه السياسة.

وأشاروا إلى أن هذا التمييز ساهم بشكل ما في الحادث، وهو ما حصد إعجابات وأثار نقاشات مطولة في أعقاب انهيار الجسر.

وتواجه برامج التنوع اعتراضات وخلافات واسعة منذ فرضها في الولايات المتحدة، والتي تشجع على دمج الأشخاص المهمشين والذين عانوا اضطهادًا على مر التاريخ.

دوافع سياسية

تتعمد مجموعات من أصحاب النفوذ على الإنترنت نشر الأخبار الكاذبة والمضللة بدوافع سياسية وأيديولجية بحتة، وفي بعض الأحيان قد تكون مالية.

وهناك معلومات حول أن منصة  X منحت أجزاء من عائدات الإعلانات لبعض منشئي المحتوى بهدف إنشاء محتوى موجه نحو آراء بعينها.

وفي حين أن الكثير من الأمريكيين قد لا يلقون بالًا لتلك المعلومات ونظريات المؤامرة‘ إلا أن تلك الأكاذيب تشكّل وعي الملايين منهم في المقابل.

أدى الاصطدام إلى تحطم إحدى قوائم الجسر المعلق، ما أدى إلى سقوط سيارات وعمال بناء في المياه الباردة

وكمثال يؤمن نحو 25% من الأمريكيين أن مكتب التحقيقات الفيدرالي هو من يقف وراء هجوم “الكابيتول” المعروف في 6 يناير 2021، وليس أنصار ترامب.

وادعى بعض النشطاء أن إسرائيل هي المسؤولة عن حادث جنوح السفينة وانهيار الجسر، وقال آخرون إن عائلة أوباما هي السبب، مستندين إلى فيلم أنتجته عبر شبكة نتفليكس يصوّر حادث جنوح سفينة بعد هجوم إلكتروني.

واقترح أحد مستخدمي X أن لقاح Covid-19 هو المسؤول عن الاصطدام، لأن قبطان السفينة انهار بعد تناول اللقاء.

ولكن في معرض محاولاته لدحض تلك الادعاءات والشائعات، قال أحد سكان بالتيمور وهو مبتكر لسلسة The Wire الهادفة لتفنيد الشائعات، ديفيد سايمون، قال إن المعلومات الخاصة بقبطان السفينة وتورط إسرائيل غير صحيحة.

وأشار سايمون إلى أن انقطاع التيار الكهربائي كان هو المتسبب في الحادث.

المصدر: CNN

اقرأ ايضاً : 

بالصور| كارثة انهيار جسر بالتيمور.. الأضرار والخسائر

حماس أمام معضلة كبيرة.. وهذا ما يريده نتنياهو من بايدن

انهيار جسر بالتيمور في أمريكا.. الكارثة الأسوأ من نوعها منذ 17 عامًا