أحداث جارية اقتصاد

ظاهرة مثيرة للقلق.. تواتر حوادث تصادم السفن بالجسور يستنفر صناعة الشحن البحري

حوادث-تصادم-السفن-بالجسور

شهدت الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024 وقوع 3 حوادث اصطدام سفن تجارية كبيرة بجسور في الولايات المتحدة والصين والأرجنتين.

ومع مقتل 5 على الأقل في الصين، واحتساب 6 آخرين في عداد المفقودين في بالتيمور بولاية ماريلاند الأمريكية، تم تسليط الضوء على الحاجة لتحسين أو حماية الجسور القديمة لاستيعاب السفن الحديثة الأكبر حجمًا.

احتمال كبير لحدوث اصطدامات

وقع حادث بالتيمور هذا الأسبوع، حيث اصطدمت سفينة حاويات بجسر فرانسيس سكوت كي، مما أدى إلى سقوط بعض الأشخاص في نهر باتابسكو المتجمد.

وقال سال ميركوجليانو، وهو بحار تجاري سابق وخبير بحري: “علينا أن نتذكر أن هذا الجسر تم بناؤه قبل 50 عامًا، وكانت السفن في ذلك الوقت جزءًا صغيرًا من حجم السفينة دالي التي تحطمت هذا الأسبوع”.

وأضاف: “إن دالي ليست حتى سفينة حاويات كبيرة، فهناك سفن أكبر بكثير موجودة هناك”.

وفي فبراير، قع الحادث في الصين عندما اصطدمت سفينة شحن بجسر ليشينشا في دلتا نهر اللؤلؤ بمقاطعة قوانغتشو الجنوبية، وهي مركز شحن دولي رئيسي.

وقبل ذلك بشهر، اصطدمت سفينة شحن كبيرة بجسور “زاراتي-برازو لارجو” التي كانت تعبر نهر برانا في الأرجنتين، مما أدى إلى إلحاق أضرار بالغة بالسفينة، رغم أن الجسر ظل سليمًا.

وعلى الرغم من أن هذه الحوادث قد تبدو متشابهة على الورق، إلا أنه قد تكون هناك عوامل مختلفة مؤثرة، كما يقول باسم أندراوس، أستاذ الهندسة الإنشائية بجامعة إلينوي في أوربانا شامبين والخبير في انهيارات الجسور.

على سبيل المثال، يبدو أن الحادث الذي وقع في الصين يُظهِر اصطدام السفينة بجسم الجسر، وليس  الأعمدة الرأسية التي تحمل الهيكل مما يشير إلى أن “السفينة كان لها ارتفاع معين تم تجاهله”.

على النقيض من ذلك، في مثال بالتيمور، كانت القناة المائية والجسر واسعة وطويلة بما يكفي لاستيعاب السفن الكبيرة، ولكن السفينة اصطدمت بالأعمدة الرأسية.

وأضاف “أندراوس”: “هناك أسباب مختلفة لكل هذه الحالات، لكن هناك الآن وعيًا أكبر بوجود احتمال كبير أن تتكرر حوادث اصطدام السفن بالجسور”.

الحاجة إلى بنية تحتية أفضل

قال “أندراوس” إن هناك بعض الوسائل لمنع تكرار هذه الحوادث، بما في ذلك دعم الجسور بهياكل إضافية مثل المصدات تحت الماء مما يؤدي إلى انحراف السفن بعيدًا عن نقاط الاسطدام.

وتستخدم العديد من الموانئ والممرات المائية أيضًا “الدلافين”، وهي هياكل متجذرة في قاع البحر أو قاع النهر، وتمتد فوق الماء، وعادة ما تكون مصنوعة من الخشب أو الفولاذ.

في حين أن “الدلافين” غالبًا ما تستخدم كنقطة رسو للسفن، إلا أنها يمكنها أيضًا حماية الجسور من اصطدام السفن.

ويقول الخبراء إن هناك طريقًا طويلًا يجب قطعه لتحسين الجسور التي تم بناؤها للسفن الصغيرة في عصر مختلف، حتى مع وجود اللوائح الحديثة وقوانين التصميم المعمول بها.

على الرغم من أن الجسور الأحدث قد تحتوي على هياكل حماية إضافية، إلا أن الجسور الموجودة في القنوات الأصغر أو في البلدان الأقل نمواً قد لا تحتوي عليها.

وقال جيروم هاغار، رئيس معهد الهندسة الإنشائية التابع للجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين: “إن الاستثمار في البنية التحتية أمر بالغ الأهمية لتحقيق الصالح العام، ومن الأهمية بمكان معالجة تلك البنية التحتية القديمة”.

وأضاف أنه إلى جانب تحسين الجسور القديمة لتلبية المتطلبات الحديثة، هناك حاجة إلى تطوير البنية التحتية لمواكبة أحدث التطورات في مجال التقنية.

المصادر:

موقع cnn

اقرأ أيضاً:

الدول الأغنى في العالم من حيث متوسط الثروة

التجارة الدولية للمملكة في يناير 2024.. الصادرات غير البترولية ترتفع بنسبة 0.8%

النفط الروسي لم يتأثر بالعقوبات الأوروبية