أصبحت الطفرة السكانية الهائلة التي شهدها العالم خلال الأعوام الـ300 الماضية، معلومة شائعة اليوم، لقد كُتب الكثير والمزيد عن كيف ولماذا حدث ذلك، ولماذا كان غير عادي، وكيف يمكن لشبح انخفاض عدد السكان لأول مرة منذ 3 قرون أن يؤثر على المجتمع البشري.
ومع ذلك، فإن الأمر المثير بنفس القدر هو كيف كان الناس في الماضي -أولئك الذين عاشوا في خضم الموجات الأولى من هذا الازدهار- منبهرين بما كانوا يشهدونه.
والدليل على ذلك يأتي من التصور القديم اليوم، الذي يشير إلى العدد المتزايد من مدن العالم التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة على الأقل على مر السنين.
مدن العالم التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة (1800- 1930)
تضاعف عدد سكان العالم بين عامي 1800 و1930.. ففي عام 1800، تجاوز عدد سكان العالم المليار نسمة لأول مرة على الإطلاق، وفي السنوات الـ130 التالية، تضاعف الرقم إلى 2 مليار.
أدت الثورة الزراعية الثانية، التي تميزت بإنتاجية الأراضي والعمالة الهائلة، إلى زيادة الإنتاج الزراعي أكثر من عدد السكان وهي أحد المحركات الرئيسية لهذا النمو السكاني.
في عام 1800، على سبيل المثال كان عدد سكان لندن فقط مليون نسمة على الأقل، وبعد قرن من الزمان، أصبحت 15 مدينة تفتخر الآن بنفس العدد، وبعد 3 عقود، كان هناك 37 مدينة في جميع أنحاء العالم يبلغ عدد سكانها مليون نسمة، وفقًا للفيلسوف وعالم الاجتماع النمساوي، أوتو نيوراث، وما جاء في كتابه “المجتمع والاقتصاد” الذي نُشر عام 1930.
وتستند هذه البيانات إلى تقديرات منذ قرن مضى، ولا تشمل مدينة بكين عام 1800، ويتفق المؤرخون الآن على أن المدينة كان عدد سكانها أكثر من مليون نسمة، وكانت أكبر مدينة في العالم ذلك الوقت.
وهناك ظاهرة أخرى أصبحت واضحة بشكل متزايد وهي التحضر المتزايد، حيث يحرر الفائض الغذائي قطاعات كبيرة من السكان من الزراعة، ما يدفع التخصص في المهارات والتجارة الأخرى، ما يؤدي بدوره إلى التجمعات في المراكز الحضرية.
اقرأ أيضاً:
بالتاريخ.. نمو عدد مصانع الورق ومنتجاته في المملكة خلال 7 سنوات
أكبر 3 اكتتابات عامة أولية في السعودية عام 2023
البنك الدولي: الاقتصاد العالمي لم يتجاوز مرحلة الخطر.. ماذا بعد؟
