أحداث جارية سياسة

العلاقات المتوترة بين فرنسا وألمانيا تعرقل التحرك ضد الحوثيين

حارس الازدهار

بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية يوم 18 ديسمبر الماضي، عن تأسيس تحالف عسكري بحري متعدد الجنسيات، تحت اسم “حارس الازدهار”، بهدف التصدي لأي هجمات تستهدف سلامة الملاحة البحرية الدولية، بدأت بالفعل في تنفيذ عدد من الغارات الجوية على مواقع عديدة في اليمن يوم الخميس الماضي، حيث زعمت أنها تابعة للحوثيين، الذين شنوا أكثر من 27 هجوماً على السفن التجارية المبحرة في البحر الأحمر، تحت ذريعة توجهها إلى إسرائيل التي تحاصر قطاع غزة.

مخاوف أوروبية

حذر دبلوماسيون من أن التوترات بين المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تهدد بعرقلة تحرك الاتحاد الأوروبي لمواجهة تهديد الحوثيين في البحر الأحمر.

وتوترت العلاقات بين شولتز وماكرون بسبب قضايا من بينها دعم الطاقة وواردات السيارات الكهربائية الصينية والسياسة الدفاعية وحرب أوكرانيا، حيث حذر شولز الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من أنهم لا يرسلون مساعدات عسكرية كافية إلى كييف في انتقاد مبطن لماكرون، الذي يقل دعمه كثيرًا عن دعم برلين.

ويخشى دبلوماسيون أن تعرقل العلاقة المتوترة تقدم برلين في إقناع باريس بدعم توسيع مهمة الاتحاد الأوروبي لمكافحة الحوثيين بقيادة فرنسا في مضيق هرمز إلى البحر الأحمر، ويتعرض الاتحاد الأوروبي لضغوط للرد على تهديد الحوثيين للشحن التجاري في البحر الأحمر، خاصة بعد الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية التي بدأت الخميس الماضي.

موقف دول الاتحاد الأوروبي

حصلت الضربات الجوية التي نفذتها أمريكا وبريطانيا على دعم سياسي من أعضاء الاتحاد الأوروبي، ألمانيا والدنمارك وهولندا التي قدمت أيضًا الدعم اللوجستي للغارات، لكن فرنسا وإيطاليا وإسبانيا لم يقعوا على بيان مشترك يدعم الهجمات وحذروا من احتمال حدوث المزيد في المستقبل.

وعلى الرغم من إدانة باريس للحوثيين، لكنها رفضت المشاركة في الضربات الجوية أو التوقيع على البيان، وهو ما فسره المحللين بمحاولة فرنسية للحفاظ على العلاقات مع إيران على أمل القيام بدور وساطة في المنطقة.

موقف أوروبي مستقل

أوضح المحللون أن ماكرون يصر على حاجة الاتحاد الأوروبي إلى بناء “استقلاله الاستراتيجي” أي قدرته على إبراز القوة الجيوسياسية بشكل مستقل عن واشنطن، وسط تداول أنباء عن طرح جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، خطة لمهمة جديدة مخصصة للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر للدول الأعضاء.

وأشارت التقارير إلى أن المهمة ستضم ثلاث مدمرات أو فرقاطات ستبقى هناك لمدة عام على الأقل، لكن لم يتم ذكر ما إذا كانت مهمة الاتحاد الأوروبي ستكون دفاعية بحتة أو ستتضمن مواجهة الحوثيين مباشرة كما فعلت الولايات المتحدة وبريطانيا.

اقرأ أيضًا:
قيمة الثروات المعدنية تتضاعف في المملكة.. وهذه أبرز الأسباب
كارثة الحروب في المدن.. الأبرياء يدفعون الضريبة كاملة
مختصون يحذرون من مخاطر البخور على الصحة