علوم

حقيقة أم خيال.. هل يمكن للصراصير أن تعيش بدون رأس؟

الصراصير

تشتهر الصراصير بمواصفات مذهلة، إذ يشار إليها غالبًا على أنها الكائنات التي لديها احتمالية أكبر للنجاة من الحروب النووية، ولذا يتناقل الكثير من الناس أنها يمكنها العيش بدون رأس، فهل هذه المعلومة حقيقية؟

قدرات مذهلة للصراصير

أثبتت الدراسات العلمية أن الصراصير مقطوعة الرأس قادرة على العيش لأسابيع.

لفهم سبب قدرة الصراصير والعديد من الحشرات الأخرى على البقاء على قيد الحياة بعد قطع الرأس، من المفيد أن نفهم لماذا لا يستطيع البشر ذلك.

يوضح عالم وظائف الأعضاء وعالم الكيمياء الحيوية من جامعة “ماساتشوستس” الأمريكية، جوزيف كونكل، الذي يدرس تطور الصراصير: “يؤدي قطع الرأس عند البشر إلى فقدان الدم وانخفاض الضغط مما يعيق نقل الأكسجين والتغذية إلى الأنسجة الحيوية، فيحدث النزيف حتى الموت”.

ويضيف “كونكل”: “يتنفس الإنسان من خلال الفم أو الأنف، ويتحكم الدماغ في هذه الوظيفة الحيوية، فيتوقف التنفس عند قطع الرأس، كما لا يستطيع جسم الإنسان أن يأكل بدون الرأس، مما يضمن الموت السريع من الجوع إذا نجا من الآثار الأخرى”.

وفي حالة الصراصير: “لا تعاني هذه الحشرات من ضغط الدم كالإنسان، فأجسامها لا تحتي على شبكة ضخمة من الأوعية الدموية مثل تلك الموجودة لدى البشر، أو الشعيرات الدموية الصغيرة التي تحتاج إلى الكثير من الضغط لتدفق الدم من خلالها” بحسب “كونكل”.

ويشرح “كونكل”: “لديهم نظام الدورة الدموية المفتوحة، حيث يوجد ضغط أقل بكثير، وبعد أن تقطع رؤوسهم، في كثير من الأحيان تنغلق أعناقهم فقط عن طريق التجلط”.

ويشير: “تتنفس الحشرات القوية من خلال الفتحات التنفسية، أو الثقوب الصغيرة في كل جزء من أجزاء الجسم، حيث لا يتحكم دماغ الصرصور في التنفس ولا يحمل الدم الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم”.

ويقول إن “الصراصير هي أيضًا من ذوات الدم البارد، مما يعني أنها تحتاج إلى طعام أقل بكثير من البشر، حيث يمكن أن تبقى على قيد الحياة لأسابيع بعد تناول وجبة واحدة”.

أجرى عالم الحشرات كريستوفر تيبينج، من كلية “ديلاوير فالي” في ولاية “بنسلفانيا” الأمريكية، تجربة في هذا المجال، حيث قام بقطع رأس صراصير بعناية شديدة تحت المجهر، وأغلق الجرح بشمع الأسنان لمنع جفافه.

قال “تيبينج”: “ظلت الحشرات حية لأسابيع، حيث وجدنا أنها تحتوي على كتل من العقد العصبية موزعة داخل كل جزء من أجزاء الجسم قادرة على أداء الوظائف العصبية الأساسية”.

وأضاف: “ليس الجسد وحده هو الذي يمكنه النجاة من قطع الرأس؛ فالرأس نفسه يمكنه أن يظل على قيد الحياة، حيث لوحظ أن قرون الاستشعار تستمر في التحرك لعدة ساعات، ويمكن زيادة الفترة بتبريده وإمداده بالعناصر الغذائية اللازمة”.

اقرأ أيضاً:

صراصير ومرحاض.. أغرب الأشياء عديمة الفائدة المباعة في المزادات 
هل تحل الحشرات مكان اللحوم على مائدة الطعام؟ 
7 حقائق غريبة عن شمع الأذن