يُعد اليوم العالمي لهشاشة العظام مناسبة سنوية لزيادة الوعي بهذه الحالة التي تؤدي إلى فقدان كتلة العظام وزيادة مساميتها، ما يجعلها أكثر هشاشة وعرضة للكسر. كما أنه من المشاكل الصحية الخطيرة التي تصيب ملايين الأشخاص حول العالم، خاصة من تجاوزوا سن الخمسين، ما يجعل الفحص المبكر والوقاية من الضرورات الأساسية للحد من مضاعفاته.
ورغم التقدم الطبي والمعرفة المتزايدة، لا تزال بعض المفاهيم الخاطئة منتشرة بين الأشخاص، ونستعرض فيما يلي أبرز المفاهيم غير الدقيقة التي يتم تداولها بين المرضى حول هشاشة العظام.
هذا الاعتقاد خاطئ، لأن هشاشة العظام، والفقدان الحاد في كتلة العظام، يمكن أن يصيب الأشخاص في سن الأربعين أو حتى الثلاثين، وفي بعض الحالات النادرة قد تظهر الأعراض مبكرًا في العشرينيات. كما أن العوامل الوراثية و التاريخ الطبي الشخصي، التدخين، وعادات التغذية، يلعبون دورًا في زيادة خطر الإصابة بهذا المرض.
تشير الإحصاءات إلى أن امرأة من كل امرأتين ورجل من كل أربعة مصابين بهشاشة العظام يتعرضون لكسر في العظام خلال حياتهم. ومع ذلك، يُصاب العديد من الأشخاص ذوي كتلة العظام الطبيعية أيضًا بكسر في مرحلة ما، ما يدل على أن وجود هشاشة العظام لا يعني بالضرورة حدوث الكسر. وتشير البيانات إلى أن أكثر من ٨٠٪ من الكسور بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن ٥٠ عامًا ترتبط بهذه الحالة.
رغم أن هشاشة العظام تصيب النساء بنسبة أكبر، نتيجة انخفاض هرمون الإستروجين بعد انقطاع الطمث، إلا أن المرض لا يقتصر عليهن، فالكثير من الرجال معرضون للإصابة أيضًا. وتشير الإحصاءات إلى أن امرأة واحدة من كل ثلاث نساء ورجل واحد من كل خمسة رجال يتعرضون خلال حياتهم لكسر في العظام بسبب هشاشة العظام، بينما تُسجل إصابات نادرة لدى الأطفال أيضًا.
يرتبط نقص كثافة العظام بانخفاض كتلة العظام، وغالبًا ما يُعتبر مرحلة وسيطة قد تسبق الإصابة بهشاشة العظام. ومع ذلك، فإن وجود نقص في الكثافة لا يعني بالضرورة الإصابة بالمرض. ففي معظم الحالات، يقتصر النقص على منطقة محددة من الجسم ولا يؤدي إلى فقدان شامل للكتلة العظمية كما يحدث في هشاشة العظام.
لا يمكن للمرء عادة رؤية أو الشعور بهشاشة العظام قبل حدوث الضرر. فالمرض غالبًا ما يظل صامتًا، ولا تظهر أعراض واضحة حتى يحدث كسر في العظام. لا يشعر الشخص بضعف عظامه مع فقدان كثافتها، ولا يواجه أي عواقب مباشرة على نمط حياته في البداية. ويؤكد الخبراء أن الطريقة الوحيدة لمعرفة الإصابة بهشاشة العظام هي إجراء فحص كثافة العظام.
على عكس الاعتقاد الشائع، لا تعني العظام المسامية أنها عاجزة عن التعافي أو التقوية. يمكن الحفاظ على صحة العظام وتقويتها من خلال التغذية السليمة، النشاط البدني المنتظم، وبعض المكملات الغذائية التي تدعم كثافتها، ما يقلل من خطر الكسور ويُحافظ على قوتها مع مرور الوقت، ولكن لن يعود الشخص المصاب بهشاشة العظام إلى النطاق الطبيعي لكثافة العظام.
على العكس، تُعد هشاشة العظام مرضًا خطيرًا قد يهدد الحياة. فإلى جانب فقدان الاستقلالية التي قد يسببها، ترتبط العديد من الكسور الناتجة عنه بكسر الورك، وهو من أكثر الكسور خطورة. وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من ٢٥٪ من المصابين بهذا النوع من الكسور يتوفون خلال ٦ إلى ١٢ شهرًا، ويرجع ذلك غالبًا إلى المضاعفات المرتبطة بالعملية الجراحية واستبدال الورك، مثل الالتهابات الرئوية والنوبات القلبية وغيرها.
لا تعتبر الإصابة بهشاشة العظام أمرًا حتميًا، فمن الممكن التحكم في عوامل الخطر التي تؤدي إلى فقدان كتلة العظام، من خلال تبني نمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة والنشاط البدني المنتظم. كما تساعد بعض المكملات الغذائية الطبيعية، على الوقاية من هشاشة العظام وتقليل احتمالية تطورها.
اقرأ أيضًا :
إنفوجرافيك| غراء العظام.. ثورة في علاج الكسور