يشكل البلاستيك تحديًا بيئيًا خطيرًا في العالم اليوم، حيث ينبعث منه تأثيرات سلبية تهدد البيئة والحياة البرية، خاصة أن غالبية البلاستيك المنتج ينتهي بها الأمر في مدافن النفايات أو يتشتت في البيئة، مما يتسبب في تلوث المحيطات والأراضي والمياه العذبة.
وتشير الدراسات والأبحاث إلى أن تحطم البلاستيك في البيئة يستغرق قرونًا للتحلل، مما يعزز تراكمه وتدميره للنظم البيئية، لذلك ينصح الخبراء بضرورة التصدي لهذه الظاهرة بالسعي نحو استخدام البدائل الصديقة للبيئة وتعزيز إعادة التدوير والتخلص المسؤول من البلاستيك.
طريقة جديدة
تعد نسبة إعادة تدوير البلاستيك لا تزال منخفضة حيث يتم إعادة تدوير حوالي عشر النفايات البلاستيكية فقط وينتهي الأمر بالكثير منها إلى مواد منخفضة الجودة يُعاد استخدامها في أشياء مثل مقاعد الحديقة.
وأوضح بحث حديث تم نشره في مجلة “Science” في أغسطس الجاري أن هناك طريقة لتحويل البلاستيك القديم إلى مواد خافضة للتوتر السطحي، وتشكل المواد الخافضة للتوتر السطحي المكونات الرئيسية في عشرات المنتجات مثل مواد التشحيم وشمع التزلج والمنظفات والصابون.
ويقول الكيميائي جوليانج ليو إن النفايات البلاستيكية تعتبر نفط خام موجوداً فوق سطح الأرض، وأنه لم يعد من الضروري التعمق في المحيط أو تحت الأرض لاستخراج النفط التقليدي لصنع مواد كيميائية قيمة.
كيف تصنع المواد الخافضة للتوتر السطحي؟
يعتبر أكثر الأنواع استخدامًا من البلاستيك هما البولي إيثيلين والبولي بروبيلين، وهي مصنوعة من سلاسل جزيئية من ذرات الكربون، أما سلاسل المواد الخافضة للتوتر السطحي أقصر بكثير من سلاسل المواد البلاستيكية ومغطاة بمجموعات من الذرات التي تجذب الماء.
ونجح “ليو” وزملاؤه الباحثون في تطوير مفاعل خاص يقوم بتسخين وتكثيف البلاستيك بعناية ليتحول إلى شمع ذي سلاسل كربون قصيرة، ومن خلال تغطية سلاسل الشمع بمجموعات من ذرات الأكسجين ومعالجتها بمحلول قلوي، يتحول الشمع إلى مادة خافضة للتوتر السطحي، يؤدي الجمع بين المادة الخافضة للتوتر السطحي مع القليل من الصبغة والعطر إلى إنتاج قطع صغيرة من الصابون.
لكن لا ينبغي الإفراط في التفاؤل بشأن التخلص من فوضى النفايات البلاستيكية قريبًا، حيث تمكن الباحثون حتى الآن من إنتاج حوالي نصف جرام فقط من المادة الخافضة للتوتر السطحي في المرة الواحدة، لذلك ما زال الباحثون بحاجة إلى مزيد من الدراسات لإيجاد طريقة لتوسيع نطاق عملية التحويل والإنتاج.
الحمض النووي.. هكذا يُستخدم للتعرف على الرفات بعد الحرائق
الغابات الاستوائية قد تتوقف عن إنتاج الأكسجين
الكوبالت.. مستقبل صناعة السيارات الكهربائية