logo alelm
هل ينبغي للطلاب استخدام الذكاء الاصطناعي في واجباتهم المدرسية؟.. الإيجابيات والسلبيات

الذكاء الاصطناعي كغيره من التطورات التقنية التي سبقته، يُغيّر عالمنا.. ولعلّ المختلف هو سرعة هذا التغيير، فمع التطور السريع للذكاء الاصطناعي تتأثر حياتنا بطرق لم نكن لنتخيلها.. هل سيستولي على وظائفنا؟ هل سيُعلّم أطفالنا؟ هل سينتهك إنسانيتنا؟ قد يبدو الأمر مخيفًا للبعض، وكأنه تسارع نحو سيناريو نهاية العالم.

استخدام الذكاء الاصطناعي في المدارس

تختلف آراء المعلمين وأولياء الأمور والمدافعين عن حقوق الإنسان ومديري المدارس حول استخدام الطلاب للذكاء الاصطناعي في المدارس.

يرى كثيرون أنه من المقبول للطلاب استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة بحثية لمساعدتهم على توليد الأفكار وجمع المعلومات لواجباتهم المدرسية، لكن لا ينبغي استخدام هذه الأدوات لكتابة الأبحاث الأكاديمية أو الإجابة عن أسئلة الواجبات المُصححة.

هناك العديد من أشكال الذكاء الاصطناعي التي يمكن للطلاب استخدامها لإنجاز واجباتهم المدرسية، بعضها مجاني ومتاح للعامة، بينما يعمل بعضها الآخر كخدمات مدفوعة، وفقًا لموقع summitlearningcharter.

في برنامج إذاعي على راديو BBC شرع عالم النفس الاجتماعي أليكس كروتوسكي والدكتور كيفن فونج في “حل” مشكلة الذكاء الاصطناعي من خلال الإجابة على أسئلتنا الملحة بدءًا من سؤال طرحته آنا من أبردين: “هل يجب أن نسمح لأطفالنا باستخدامه للقيام بواجباتهم المدرسية؟”

كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على قدرة تعلم الأطفال؟

بعد أن خضعنا جميعًا لنظام تعليمي معيّن، قد يكون من الصادم سماع اختلاف تعليم أطفالنا عن تعليمنا، لدى “آنا” مخاوف بشأن تغييرات الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية.

هل يعي المعلمون والمربون حقًا ما يقصدونه عندما يقولون “الذكاء الاصطناعي”؟ وهل سيحل محل الاستكشاف الأكاديمي الذي يُعزز التعلم لدى عقول الشباب؟

مع أنه  قد يبدو غامضًا وغير مُثبت، إلا أنه أداة. عند استخدامه بحكمة، يُمكن أن يُعزز تعلم الأطفال. يُقارن كيفن دراسته بالأجيال السابقة، مُشيرًا إلى أن جيله لم يعد مُضطرًا إلى “حفظ اللوغاريتمات أو استخدام المسطرة الحاسبة”.

لم تتسبب هذه التطورات في إعاقة التعلم، بل حوّلت التركيز إلى حل المشكلات، يُستخدم الذكاء الاصطناعي بالفعل في الفصول الدراسية كأداة مُساعدة، بما في ذلك برامج تحويل النص إلى كلام وبرامج ترجمة اللغات مثل ترجمة جوجل.

مع ذلك لا يزال أولياء الأمور قلقون من أن ظهوره سيجعل الأطفال كسالى، ويُجبرهم على استخدامه للحصول على الاستجابة التي يحتاجونها.

ربما يُذكرنا هذا القلق بالنفور من أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية (GPS) للتنقل في الطرق، مما يُقلل من معرفة الخرائط التي اكتسبها استخدام أطلس الطرق الكلاسيكي، فكيف يُمكننا تعليم الأطفال استخدام الذكاء الاصطناعي مع فهمهم للأسئلة المطروحة والتحكم في معرفتهم؟

هل الذكاء الاصطناعي يساعد الأطفال على الغش؟

لقد سهّل دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في كتابة المقالات الانتحال أكثر من أي وقت مضى، متجاوزًا بذلك الحاجة إلى فهم المادة التي يقدمها الطالب فهمًا دقيقًا. فهل تُبرَّر المخاوف من استخدام الطلاب للذكاء الاصطناعي للغش في الواجبات المنزلية والاختبارات والواجبات؟

بيري بيلينغسلي، أستاذ تعليم العلوم بجامعة كانتربري كرايست تشيرش، متفائل بشأن دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم، ويقترح أن نسأل: “كيف سيساعدنا على التفكير بشكل أفضل؟” بدلًا من افتراض أنه سيفكر نيابة عنا.

سلبيات استخدام الذكاء الاصطناعي في الواجبات المنزلية

قد يشجع على الغش أو الانتحال في كتابة المقالات أو حل المعادلات، كما قد يُؤثر الإفراط في الاعتماد عليه سلبًا على تحفيز الطلاب، قد ينظر الطلاب إلى هذه التقنيات الجديدة كطريقة مختصرة، وليس كأداة، إضافة إلى أنه قد يقدم معلومات غير دقيقة أو ناقصة أو مضللة.

الاعتماد الكبير على الذكاء الاصطناعي في أداء الواجبات المنزلية يحرم الطلاب من مهارات مثل: حل المشكلات، البحث، التحليل، التفكير النقدي.

إيجابيات استخدام الذكاء الاصطناعي في الواجبات المنزلية

في بعض الحالات، يمكن للذكاء الاصطناعي توفير موارد مفيدة تجعل التعلم متاحًا لجميع الطلاب، بمن فيهم ذوو الإعاقة، واتمتع بالترجمة النصية في الوقت الفعلي للطلاب الصم وضعاف السمع، وأتمتة تحويل النص إلى كلام للطلاب ذوي الإعاقات البصرية.. وغيرها.

كما يمكن أن يكون أداة تكميلية للبحث، وفهم أساسيات الأفكار العامة، يُمكن للطلاب الاستفادة من طلب توضيح المعلومات أو شرح مفهوم ما بطريقة جديدة.

عند استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح، قد يساعد الطلاب على تعلم كيفية تطوير عادات دراسية أكثر فعالية، على سبيل المثال، قد يستخدمه الطلاب للمساعدة في تخطيط جداول الدراسة، وتعلم أساليب جديدة لحفظ المعرفة، وتوضيح بعض المفاهيم. ولكن، مرة أخرى، يجب استخدامه كأداة مساعدة فقط، وليس كبديل للدراسة.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

خدعة Petscop.. كيف أنتج يوتيوبر لعبة “مزيفة” وحقق ملايين المشاهدات؟

المقالة التالية

إنفوجرافيك| هدنة الرسوم الجمركية بين أمريكا والصين.. نقاط الخلاف في محادثات الاتفاق