بينها السكري والسمنة.. ما سر إصابة القطط والكلاب بأمراض البشر؟

نوفمبر ١١, ٢٠٢٥

شارك المقال

بينها السكري والسمنة.. ما سر إصابة القطط والكلاب بأمراض البشر؟

تشهد الحيوانات حول العالم، من الأليفة المنزلية إلى الكائنات البحرية البرية، ارتفاعًا لافتًا في الإصابة بأمراض مزمنة كانت تُعد في السابق أمراضًا بشرية بالدرجة الأولى. فقد سجلت الكلاب والقطط والأبقار والسلاحف البحرية معدلات متزايدة من السرطان والسمنة والسكري وتآكل المفاصل.

إصابة الحيوانات بأمراض بشرية

ووفقًا لموقع ” scitechdaily” يرى خبراء الصحة البيطرية أن فهم أسباب هذا الارتفاع يمثل خطوة أساسية لحماية صحة الحيوانات، إضافة إلى ما يحمله الأمر من انعكاسات على صحة الإنسان. وعلى الرغم من تزايد الحاجة إلى هذه الدراسات، إلا أن الأبحاث العلمية المتعمقة والمتعددة التخصصات حول الأمراض غير المعدية لدى الحيوانات ما تزال محدودة، مما يترك العديد من الأسئلة دون إجابات واضحة.

أفادت دراسة نُشرت في مجلة تحليل المخاطر بأن فريقًا بحثيًا بقيادة عالمة الحيوان أنطونيا ماتاراجكا في الجامعة الزراعية بأثينا طوّر إطارًا مفاهيميًا جديدًا لتعزيز طرق مراقبة الأمراض المزمنة لدى الحيوانات وإدارتها. ويعتمد الإطار المقترح على نموذج لتقييم المخاطر يستند إلى الأدلة العلمية.

ويكتسب هذا الإطار أهمية إضافية لكونه لا يقتصر على حماية صحة الحيوان فحسب، بل يمتد أيضًا إلى الصحة العامة، في ظل الارتفاع المتوازي في معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة بين البشر والحيوانات على حد سواء.

أسباب بيئية وبيولوجية

يحدد تحليل ماتاراغا مجموعة من العوامل البيولوجية والبيئية المؤثرة في انتشار هذه الأمراض، استنادًا إلى بيانات مجمّعة من عدد من الدراسات حول الأمراض غير المعدية لدى الحيوانات.

وتشير الدراسة، إلى أن الاستعداد الوراثي يلعب دورًا بارزًا، إذ ترتفع المخاطر لدى بعض الأنواع نتيجة التهجين الانتقائي. فالقطط والكلاب الأصيلة التي جرى اختيارها لصفات شكلية محددة، وكذلك الماشية التي تم تحسينها بهدف زيادة الإنتاجية، تُظهر معدلات أعلى من الإصابة بمرض السكري وأمراض الصمام التاجي.

وتوضح الدراسة أن العوامل البيئية تُسهم أيضًا في تفاقم الحالة، حيث يُعترف بأن سوء التغذية، ونقص النشاط البدني، والتوتر المزمن عوامل مشتركة تزيد من احتمالات الإصابة بالأمراض لدى مختلف الأنواع، سواء المنزلية أو البرية.

أظهرت الدراسة عدد من الأمثلة التي تشير إلى زيادة الأمراض المزمنة بين الحيوانات حول العالم، من الحيوانات الأليفة إلى الماشية والحياة البحرية، وأوضحت أن أكثر من نصف القطط والكلاب المنزلية تُعاني من السمنة، والخنازير المكثّفة التربية تصاب بهشاشة العظام، بينما تواجه حيتان البيلوغا سرطان الجهاز الهضمي كما يعاني بعض أنواع الأسماك مشاكل صحية خطيرة مثل اعتلال عضلة القلب. وفي المناطق الملوثة، تصل معدلات أورام الكبد إلى 25% بين الحيوانات المتأثرة بالملوثات الصناعية.

تشير الدراسة، إلى أن الأنشطة البشرية، مثل التوسع العمراني وإزالة الغابات وتغير المناخ، تُفاقم انتشار الأمراض بين الحيوانات. فارتفاع حرارة البحار وتدهور الشعاب المرجانية يرتبط بزيادة أورام الأسماك والسلاحف البحرية، بينما يسهم الإجهاد الحراري والتلوث الحضري في السمنة وداء السكري واضطرابات المناعة لدى الحيوانات الأليفة والطيور والثدييات الأخرى.

وقالت عالمة الحيوان، إن تسارع انتشار الأمراض المزمنة بسبب التغيرات البيئية يتأثر بغياب أنظمة التشخيص المبكر لدى الحيوانات. وأوضحت أن البيانات المفصلة حول الأمراض غير المعدية لدى الحيوانات نادرة مقارنة بالإنسان، مما يبرز الحاجة إلى أبحاث شاملة وتعزيز المراقبة البيطرية لفهم هذه المشكلات ومعالجتها بفعالية.

كما تقيّم الدراسة انتشار الأمراض غير المعدية بين أنواع مختلفة من الحيوانات وتحدد عوامل الخطر المؤثرة فيها. وتقترح استراتيجيات وقائية على أربعة مستويات: الفرد، والقطيع، والنظام البيئي، والسياسات. وتشير النتائج إلى أن التلوث وفقدان الموائل وسوء التغذية والضغوط المناخية تزيد من قابلية الحيوانات للإصابة بالأمراض المزمنة.

و تقترح الدراسة نموذجًا متكاملًا يجمع بين نهجي “الصحة الواحدة” و”الصحة البيئية”، لتوضيح العلاقة بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة. ويبرز النموذج كيف تتفاعل القابلية الوراثية مع العوامل البيئية والاجتماعية لإحداث الأمراض عبر الأنواع. وتأمل الدراسة أن يعزز هذا النهج متعدد التخصصات الرصد الصحي الموحد، ويساهم في اكتشاف العلامات المبكرة للأمراض والحد من الأمراض المزمنة لجميع أشكال الحياة.

اقرأ أيضًا:

هل الحيوانات بلا دماغ قادرة على التفكير؟

لماذا لا تُعتبر الأسنان عظامًا؟

10 أشياء غير متوقعة صنعها العلماء باستخدام الحمض النووي

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech