تُعد النباتات من أكثر الكائنات تنوعًا على كوكب الأرض. فهي تنمو في الصحارى، وعلى السواحل المالحة، وفي أعماق الغابات المطيرة،بل ربما تسير في الطريق ذات يوم فتجد أن النباتات تخرج أيضًا من بين ثنايا أحجار الأرصفة. فضلا عن أن النباتات تعتبر ركيزة الحياة على الأرض، لأنها تُنتج الأوكسجين الضروري وتُشكل قاعدة معظم سلاسل الغذاء.
معظم النباتات تتميز بأوراق خضراء وأزهار زاهية الألوان ذات روائح جذابة، والتي لا تُعد للزينة فقط، بل تُساعد في التكاثر. فالنباتات تستخدم الرياح أو الماء أو الكائنات الحية مثل النحل والطيور لنقل حبوب اللقاح من الأعضاء الذكرية إلى الأعضاء الأنثوية، ما يؤدي إلى تكوين البذور. بعض النباتات تتكاثر ذاتيًا دون الحاجة للتلقيح، منتجة نُسخًا متطابقة وراثيًا.
رغم عدم امتلاك النباتات لأدمغة ولا أعصاب، إلا أنها ترسل إشارات كهربائية عند تعرضها للضرر. لكنها لا “تشعر” بالألم كما نفعل نحن، بل تتفاعل عبر إطلاق مواد دفاعية أو تحذير جيرانها عبر الجذور. المثير أن بعض النباتات تصدر أصواتًا عند تعرضها للضغط، لكنها بترددات لا يسمعها البشر.
اللون الأخضر سببه صبغة الكلوروفيل، التي تمتص الضوء وتُحول ثاني أكسيد الكربون والماء إلى طاقة وسكر وأوكسجين بعملية تُعرف بالتمثيل الضوئي. وعندما يقل الكلوروفيل في الخريف، تظهر أصباغ أخرى مثل الأنثوسيانين (أحمر/بنفسجي) والكاروتينويد (برتقالي/أصفر). بعض النباتات ليست خضراء لأنها لا تحتاج إلى الكلوروفيل، بل تتغذى على نباتات أخرى أو على المواد العضوية المتحللة، مثل الفطريات والنباتات الطفيلية.
يعتقد العلماء أن النباتات ليست كائنات واعية بالمعنى البشري، ولا تمتلك إدراكًا أو إحساسًا بالألم أو المتعة. لكنها رغم ذلك تُظهر استجابات بيئية متقدمة: فهي تتبع الشمس، تستشعر الجاذبية، وتُميّز بين اللمس العنيف والآمن.
بعض النباتات مثل Arabidopsis thaliana تتعرف على اهتزازات اليرقات، وتُطلق موادًا طاردة. أما نبات Mimosa pudica فبإمكانه التكيف والتوقف عن طي أوراقه إذا أدرك أن اللمس غير مؤذ.
نعم، لكن أورام النباتات، التي تُعرف باسم “الدرنات” ، لا تنتشر كالسرطانات البشرية بسبب صلابة الجدر الخلوية النباتية. وغالبًا ما تُسبَّب هذه الأورام بواسطة بكتيريا أو حشرات، مثل مرض “التدرن التاجي” الناتج عن بكتيريا تُحوّر الحمض النووي للنبات.
النبات الأكبر على وجه الأرض هو “باندو” وهو مجموعة من أشجار الحور الرجراج التي تشترك في نظام جذري واحد في ولاية يوتا الأمريكية. يُعتقد أن هذا الكائن الموحد يعود عمره إلى 80 ألف عام، ويُعتبر أضخم كائن حي من حيث الكتلة المتصلة.