مع الترقب الذي يحيط باللقاء بين ولي العهد السعودي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن، غدًا، تتجلى قوة العلاقات التعليمية بين المملكة والولايات المتحدة، التي تمتد لأكثر من سبعين عامًا. إذ اعتمدت المملكة على الجامعات الأمريكية كوجهة رئيسية للابتعاث، حيث استفاد مئات الآلاف من الطلبة السعوديين من برامج التعليم العالي في الولايات المتحدة، مما ساهم في تأسيس قاعدة وطنية من الكفاءات المتخصصة في الطب والهندسة والعلوم والإدارة.
وبحسب تصريحات سابقة، لوزير التعليم يوسف البنيان، شهدت الجامعات السعودية، بما في ذلك جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وجامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة الملك فيصل، تطور علاقات بحثية متقدمة مع المؤسسات الأمريكية، عبر أكثر من 120 اتفاقية تشمل مجالات الطاقة المتجددة، والتقنيات الحيوية، والذكاء الاصطناعي. وتتضمن هذه الشراكات برامج تدريبية وتعاونية في الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وتقنيات الطاقة النظيفة، إضافة إلى تبادل الباحثين وبناء القدرات الفنية والتعليمية.
واليوم، يدرس نحو 14,473 طالبًا وطالبة سعوديًا في الولايات المتحدة، أغلبهم ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، فيما تواصل الملحقية الثقافية السعودية في أمريكا تعزيز التبادل الثقافي والمعرفي عبر فعاليات سنوية متنوعة. ومن المتوقع أن تضيف زيارة ولي العهد بعدًا جديدًا لهذه الروابط التعليمية، بما يعزز فرص التعاون المستقبلي بين الجامعات والمؤسسات البحثية في البلدين.
الزيارات من المملكة إلى الولايت المتحدة
على جانب آخر، أظهرت بيانات Statista حول عدد الزوار من المملكة إلى الولايات المتحدة الأمريكية تذبذبًا واضحًا خلال الفترة من 2011 حتى 2024، مع تسجيل مستويات قياسية قبل تراجع مؤقت ثم تعافي تدريجي في السنوات الأخيرة. ففي البداية، ارتفع عدد الزوار بشكل ملحوظ من 146,205 زائرًا في 2011 إلى 198,973 زائرًا في 2012، واستمر هذا النمو ليبلغ 232,410 زائرًا في 2013. بلغت ذروتها في عام 2015، حيث وصل العدد إلى 291,408 زائرًا، وهو أعلى مستوى منذ بدء السلسلة الإحصائية.
لكن بعد ذلك شهدت السنوات التالية انخفاضًا تدريجيًا، حيث انخفض عدد الزوار إلى 251,063 زائرًا في 2016، ثم إلى 179,623 زائرًا في 2017، وواصل الانخفاض إلى 76,158 زائرًا في 2018 و159,597 زائرًا في 2019. وتأثر هذا التراجع بحدة خلال جائحة كورونا، حيث انخفض عدد الزوار إلى 29,875 زائرًا في 2020، ثم تعافى جزئيًا في عام 2021 إلى 48,548 زائرًا، وواصل ارتفاعه خلال 2022 و2023، مسجلاً 79,164 زائرًا و97,605 زائرًا على التوالي.
وفي عام 2024، واصل عدد الزوار التعافي ليصل إلى 101,283 زائرًا، ما يعكس عودة النشاط السياحي والتجاري بين المملكة والولايات المتحدة بعد سنوات التحديات المرتبطة بالجائحة.
اقرأ أيضًا:
الرياض وواشنطن.. شراكة أمنية تعيد رسم ملامح الشرق الأوسط
قبل زيارة ولي العهد.. العلاقات السعودية الأمريكية شراكة راسخة منذ عقود
ترامب يتراجع ويطالب الجمهوريين بالتصويت لكشف ملفات إبستين












