حث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمهوريين في الكونغرس على التصويت لصالح الإفراج عن الملفات المتعلقة بالمدان الراحل في جرائم جنسية، جيفري إبستين.
ويمثل هذا الموقف الذي اتخذه ترامب مطلع هذا الأسبوع، انعكاسًا مفاجئًا لمقاومته السابقة لهذه الخطوة، ووصف، في منشور على منصته “تروث سوشيال” ليلة الأحد، قضية “إبستين” برمتها بأنها “خدعة ديمقراطية” يرتكبها “مجانين اليسار الراديكالي” لصرف الانتباه عما أسماه “النجاح الكبير للحزب الجمهوري”، بما في ذلك “الانتصار الأخير في معركة إغلاق الحكومة”.
انقسام جمهوري يسبق التصويت على ملفات إبستين
يأتي تحول ترامب المفاجئ في الوقت الذي تزايدت فيه التوقعات بحدوث انشقاقات جماعية في صفوف الحزب الجمهوري قبيل تصويت حاسم في مجلس النواب هذا الأسبوع.
ويهدف التصويت، المتوقع يوم الثلاثاء، إلى إجبار وزارة العدل على الكشف عن جميع وثائق قضية إبستين.
وكان النائبان، الجمهوري توماس ماسي والديمقراطي رو خانا، قد نجحا الأسبوع الماضي في جمع توقيعات كافية لفرض التصويت عبر “التماس سحب”.
وأعرب ماسي وخانا عن تفاؤلهما يوم الأحد بشأن فرص إقرار المشروع، مؤكدين وجود دعم متزايد من الجمهوريين.
وتوقع ماسي أن 100 جمهوري أو أكثر قد يخالفون ترامب، وقال لشبكة “ABC”: “أعتقد أنه قد يكون لدينا طوفان من الجمهوريين، وآمل أن نحصل على أغلبية مقاومة للفيتو على هذا التشريع”.
وقبل ساعات من منشور “ترامب”، قال رئيس مجلس النواب مايك جونسون لشبكة “فوكس نيوز”: “سننجز هذا الأمر ونمضي قدمًا.. ليس هناك ما نخفيه”، بعد أن كان قد وصف سابقَا هذه الجهود بأنها “نقطة خلافية” نظرَا لتحقيقات لجنة الرقابة الجارية.
ترامب يستهدف حلفاءه بسبب قضية إبستين
وكان ترامب قد شن هجومَا الأسبوع الماضي على الجمهوريين الداعمين لكشف ملفات إبستين، واصفَا إياها بحملة تشهير ديمقراطية.
وتسبب الخلاف حول الكشف عن المزيد من وثائق إبستين، وهو موضوع طالما طالب به العديد من أنصار ترامب، في حدوث صدع مع بعض أقرب حلفائه.
وفي خطوة لافتة، سحب ترامب يوم الجمعة دعمه وتأييده للنائبة مارجوري تايلور غرين، التي تعد من أشد مؤيديه، بعد انتقادها له في ملفات إبستين وقضايا أخرى.
وقالت غرين لشبكة “CNN” يوم الأحد إن الخلاف “يعود بالكامل إلى ملفات إبستين”، وإنها لا تفهم سبب محاربة الرئيس للإفراج عنها، مؤكدة أنها لا تعتقد أنه متورط في أي شيء غير قانوني.
وتساءلت: “لماذا يحارب هذا بشدة؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه الجميع”.
ويرى النائب الديمقراطي رو خانا أن ترامب “يضع بذور رئاسته العرجاء” بمهاجمة حلفائه، مشيرًا إلى أن الرئيس “منفصل عن قاعدته” في هذه القضية.
وفي محاولة لقلب الطاولة، طلب ترامب الأسبوع الماضي من وزارة العدل التحقيق في علاقات ديمقراطيين بارزين بقضية إبستين، وهو ما أعلنت المدعية العامة بام بوندي الشروع فيه، مما أثار مخاوف من تسييس التحقيق.
وبينما يُتوقع أن يمرر مجلس النواب مشروع القانون، فإنه يواجه مصيرًا غامضًا في مجلس الشيوخ، حيث أشار زعيم الأغلبية جون ثون إلى أنه لا يعتقد أن المجلس بحاجة لإقراره.













