logo alelm
كيف تسبب “ريغان” في إنهاء المفاوضات التجارية بين أمريكا وكندا؟

أثار إعلان تجاري كندي موجة من الغضب لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعدما رأى فيه تشويهًا لتاريخ الرئيس الأسبق رونالد ريغان، أحد أبرز رموز المحافظين في الولايات المتحدة.

وتضمن الإعلان، الذي موّلته حكومة أونتاريو الكندية وبُثّ على القنوات الأمريكية الكبرى، مقاطع من خطاب قديم لريغان ينتقد فيه الرسوم الجمركية، الأمر الذي اعتبره ترامب “مزيفًا ومضللًا”، وعلى أثره اتخذ قرارًا بوثق المباحثات التجارية بين البلدين لاجل غير مسمى.

وبحسب ما نشرته شبكة CNN، فإن الوقائع كانت مختلفة قليلًا. فالكلمة التي استُخدمت في الإعلان لم تكن مزوّرة، بل مأخوذة من خطاب إذاعي حقيقي ألقاه ريغان في 25 أبريل 1987 من كامب ديفيد، عبّر فيه بوضوح عن رفضه لسياسة فرض الرسوم الجمركية، مؤكّدًا دعمه لمبدأ التجارة الحرة باعتبارها أداة أساسية للنمو الاقتصادي.

وتم إنتاج الإعلان الكندي ليُبرز موقف ريغان المناهض للحمائية التجارية، في وقت كانت فيه كندا تسعى لتقوية موقفها في المفاوضات الاقتصادية مع واشنطن. وقد أثار ذلك استياء ترامب، الذي اتهم مؤسسة رونالد ريغان الرئاسية بالمشاركة في “تحريف” كلمات الرئيس الراحل. ومع ذلك، أكدت المؤسسة أن الإعلان بالفعل استخدم تصريحات حقيقية لريغان، لكنها استُقطعت من سياقها.

ماذا جاء في خطاب ريغان؟

وفي خطابه الأصلي، تحدث ريغان عن خلافاته التجارية مع اليابان، خاصة بعد أن فرض رسومًا مؤقتة على بعض السلع اليابانية ردًا على ما وصفه بـ”الممارسات غير العادلة” في سوق أشباه الموصلات. ومع ذلك، شدد ريغان على أنه يرفض فكرة الحواجز التجارية لأنها تضر بالمستهلكين الأمريكيين وترفع الأسعار وتؤدي إلى خسارة الوظائف.

كما حذر من تكرار أخطاء الماضي، مستشهدًا بقانون “سموت-هاولي” الذي فُرض في ثلاثينيات القرن الماضي وتسبب في تعميق الكساد الكبير. وأوضح أن مثل هذه السياسات تُضعف روح المنافسة وتغذي النزاعات التجارية بين الدول.

وركّز الإعلان الكندي على جانب معيّن من خطاب ريغان وهو “دفاعه القوي عن التجارة الحرة، وانتقاده لمقترحات الكونغرس آنذاك التي كانت تهدف إلى زيادة القيود الجمركية”. وبالرغم من أن ريغان اتخذ في بعض المواقف إجراءات مؤقتة ضد اليابان، فإنه وصفها بأنها استثناءات محدودة لا تمس مبدأ الانفتاح التجاري الذي تبنّاه.

إعلان “مضلل”

كتب ترامب عبر منصته “تروث سوشيال” أن الإعلان استخدم مقاطع من خطاب ريغان بشكل مضلل، مدعيًا أن الرئيس الأسبق كان “مؤيدًا للتعريفات الجمركية من أجل مصلحة الأمن القومي”، وهو ما يتعارض مع مضمون الخطاب الأصلي المتاح للعامة على موقع مكتبة ريغان الرئاسية. وفي المقابل، ردّت مؤسسة رونالد ريغان بأن حكومة أونتاريو لم تطلب إذنًا رسميًا لاستخدام الخطاب، وأشارت إلى أنها تدرس خياراتها القانونية، لكنها شجعت الجمهور على مشاهدة الخطاب الكامل لفهم مضمونه الحقيقي.

ولم يقتصر الإعلان الكندي على بثه في أوقات عادية، بل ظهر خلال فعاليات رياضية كبرى مثل مباريات دوري البيسبول الأمريكي، مستهدفًا جمهورًا واسعًا من الأمريكيين. وقد صرح رئيس وزراء أونتاريو، دوغ فورد، بأنه أراد من خلال هذا الإعلان “تذكير الأمريكيين بحكمة ريغان الاقتصادية”، معتبرًا أن كلماته ما زالت مناسبة للواقع الحالي. وقال فورد، الذي ينتمي للتيار المحافظ، إن ريغان كان “أعظم رئيس عرفته الولايات المتحدة”، مؤكدًا أن استخدام خطابه لم يكن بقصد الإساءة، بل لتسليط الضوء على رؤيته التي تجمع بين الوطنية والانفتاح الاقتصادي.

اقرأ أيضًا:
اعتزام كندا الاعتراف بدولة فلسطين يثير غضب ترامب 
ترامب يوقف محادثات التجارة مع كندا ويهدد برسوم جديدة
إنفوجرافيك| التجارة بين أمريكا وكندا والمكسيك: السلع المتبادلة الأكثر قيمة

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

إنفوجرافيك| أرقام قياسية لدور السينما السعودية

المقالة التالية

إنفوجرافيك| السعودية ثاني أقل دول G20 في نسبة الدين العام