شهدت مدينة مانشستر البريطانية، صباح اليوم الخميس، حادثًا أمام كنيس يهودي، إذ قُتل رجلان يهوديان بعد أن استخدم مهاجم سيارة للدهس ثم هاجم بسكين.
ووقع الهجوم في يوم كيبور (يوم الغفران)، أقدس يوم في الديانة اليهودية، ما دفع الشرطة للتعامل معه باعتباره عملًا إرهابيًا. وأعلنت السلطات أن المنفذ لقي حتفه بعد أن أطلق عليه ضباط مسلحون النار في موقع الحادث. كما أكدت الشرطة أن أربعة أشخاص آخرين نُقلوا إلى المستشفى لإصابات وصفت بالخطيرة.
في الساعة 09:31 صباحًا بتوقيت غرينتش، تلقت الشرطة بلاغات عن سيارة اندفعت باتجاه أشخاص قرب معبد “هيتون بارك” العبري شمال مانشستر، أعقبها طعن أحد المتواجدين، وأعلنته الشرطة مباشرة “حادثًا كبيرًا”، وانتقلت قوة إلى الموقع خلال سبع دقائق فقط. وفي الساعة 09:38، أطلق الضباط النار على المهاجم فأردوه قتيلًا.
خلال ذلك، كان المئات يؤدون طقوس العبادة داخل الكنيس، فتم احتجازهم بالداخل ريثما أُمنت المنطقة. وأشادت شرطة مانشستر الكبرى بشجاعة المصلين ورجال الأمن الذين تصدوا للمهاجم ومنعوه من اقتحام المبنى. وقالت إحدى الشاهدات، وتدعى شاه، إنها كانت تقود سيارتها بالقرب من الكنيس ولاحظت مركبة تنطلق بسرعة نحو الناس. وأضافت أنها رأت رجلًا يترجل منها حاملًا سكينًا ويجري نحو المارة بعنف، ووصفت المشهد بأنه “مروع ومرعب”.
وأوضح شاهد آخر وهو جاريث تونغ، الذي كان في المنطقة لتوصيل الطلبات، أنه رأى شخصًا ينزف على الأرض. وأضاف: “حضرت الشرطة خلال ثوانٍ، ووجهت أوامر للمهاجم لكنه تجاهلها، فأطلقت النار عليه. وعندما حاول النهوض مرة أخرى، أطلقوا النار ثانية، كان الموقف متوترًا للغاية”.
أعلنت الشرطة فورًا حالة طوارئ موسعة تشمل تنسيق الاستجابة مع خدمات الإسعاف والإطفاء، وهو الإجراء المتبع في الحوادث الكبرى ومنها الهجمات الإرهابية. وتم تطويق المنطقة بالكامل، وانتشرت قوات أمنية في المكان، بينما أسرع أفراد الإطفاء والإسعاف لتقديم المساعدة. وتجمع عدد من أفراد المجتمع اليهودي وسكان المنطقة في محيط الموقع.
وأوضح عمدة مانشستر، آندي بيرنهام، أن الوضع بدا تحت السيطرة بحلول الساعة 10:30 صباحًا، لكنه دعا المواطنين إلى الابتعاد عن المكان حتى انتهاء عمليات الشرطة. وفي الساعة 15:15، أكدت الشرطة مجددًا سقوط قتيلين يهوديين وإصابة أربعة بجروح خطيرة نتيجة الدهس والطعن، مشيرة إلى أن أحد المصابين هو رجل أمن. كما أعلن رئيس شرطة مكافحة الإرهاب الوطنية لاحقًا أن الحادث تم تصنيفه رسميًا كهجوم إرهابي.
من جانبه، ندد رئيس الوزراء البريطاني بالهجوم واصفًا إياه بـ”المروع”، وغادر اجتماعًا سياسيًا في الدنمارك ليعود إلى لندن على وجه السرعة، حيث ترأس اجتماع لجنة الطوارئ الحكومية (كوبرا). وأعلنت الشرطة أيضًا أنها ألقت القبض على شخصين على صلة بالحادث. من جانبها، وصفت وزيرة الداخلية ما جرى بأنه “مثير للرعب”، فيما اعتبر زعيم حزب المحافظين كيمي بادينوخ أن ما حدث “اعتداء حقير على المجتمع اليهودي في يومه الأقدس”. وأعرب كلا من الملك تشارلز الثالث والملكة في بيان عن “صدمة عميقة وحزن بالغ” عقب سماع خبر الهجوم، وأكدا تضامنهما مع أسر الضحايا.
قالت الشرطة إنها تملك معلومات عن هوية المشتبه به، لكنها لم تكشفها “لدواعٍ أمنية”. وأوضح رئيس شرطة مكافحة الإرهاب، لورانس تايلور، أن المهاجم كان يرتدي سترة بدت وكأنها مزودة بعبوة ناسفة، إلا أن الفحوص أثبتت أنها غير صالحة للاستخدام. فيلما أعلنت الشرطة البريطانية أن المنفذ من أصل سوري.
وتداولت وسائل الإعلام صورًا وفيديوهات من مكان الحادث أظهرت لحظة إطلاق النار عليه وسقوطه أرضًا، بينما كان خبراء المتفجرات يفحصون جثته. ويظهر في أحد المقاطع، رجل مسلحان يوجهان أسلحتهما نحو المهاجم الملقى أرضًا، قبل أن يحاول النهوض مجددًا، ليُسمع صوت طلقات جديدة تجعله يسقط نهائيًا.
ويُعد يوم كيبور أهم يوم في التقويم اليهودي، حيث يصوم اليهود ويقضون ساعات طويلة في الصلاة والتأمل والتوبة. ويُعتقد أنه اليوم الذي يُكتب فيه مصير الإنسان للعام المقبل. ونظرًا لأهمية المناسبة، تُعزز الإجراءات الأمنية حول المعابد، بسبب الإقبال الكبير من المصلين، حتى من أولئك الذين لا يزورون الكنيس بانتظام. وأكد رئيس الوزراء كير ستارمر أن السلطات ستعزز وجود الشرطة في المعابد اليهودية بجميع أنحاء البلاد، مضيفًا: “سنفعل كل ما بوسعنا لحماية المجتمع اليهودي”.
اقرأ أيضًا:
إنفوجرافيك| كواليس هجوم الدوحة
إنفوجرافيك| هجوم إسرائيل على قطر في ميزان القانون الدولي
الاحتلال يأمر بإخلاء غزة تمهيدًا لهجوم بري