أصدر جيش الاحتلال، اليوم الثلاثاء، تعليمات جديدة تطالب سكان غزة بمغادرة منازلهم فورًا، ملوحًا بعملية عسكرية وشيكة، بعدما جددت إسرائيل تهديداتها بتوسيع نطاق هجماتها بشكل غير مسبوق ما لم تفرج حركة حماس عن بقية الرهائن المحتجزين لديها. هذه التطورات تزيد من تعقيد محاولات التوصل إلى هدنة تنهي الحرب المستمرة منذ قرابة عامين، في ظل إصرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحلفائه من اليمين المتشدد على السيطرة الكاملة على ما وصفوه بآخر معاقل الحركة داخل غزة.
وبحسب ما أوردته رويترز، أحدثت قرارات الإخلاء موجة من الذعر والفوضى بين سكان غزة، حيث اتجه بعض الأهالي إلى النزوح نحو الجنوب، بينما شدد آخرون على أنهم سيبقون رغم المخاطر لغياب أي مناطق آمنة. وفي خطاب علني، دعا نتنياهو سكان غزة إلى مغادرتها فورًا، مؤكدًا أن القوات تستعد لعملية برية كبرى، قائلاً: “لقد تم تحذيركم، اغتنموا الفرصة وارحلوا الآن”. ومع ذلك، لا تزال هناك مساعٍ دولية مستمرة لإيجاد صيغة لوقف إطلاق النار تمنع الهجوم الإسرائيلي على أكبر مدينة في القطاع.
كانت مصادر مطلعة ذكرت أن قطر كثفت ضغوطها على قيادة حماس للتجاوب مع المقترح الأميركي الخاص بوقف القتال في غزة مقابل الإفراج عن الأسرى، وذلك خلال محادثات في الدوحة. من جهتها، أشارت حماس إلى أنها تلقت بالفعل بعض الأفكار من واشنطن وتناقشها مع الوسطاء للوصول إلى صيغة مرضية. وفي المقابل، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن إسرائيل وافقت على مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتعلقة بوقف النار في غزة.
على الصعيد الدولي، وُجهت انتقادات واسعة للخطة الإسرائيلية التي تستهدف نزع سلاح القطاع بالكامل ووضعه تحت إشراف أمني إسرائيلي، وسط تحذيرات من أن هذه الخطوة ستفاقم المأساة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، حيث تلوح في الأفق مخاطر المجاعة الحادة. نتنياهو شدد من جانبه على أن إسرائيل لن تتراجع عن هدفها بإلحاق الهزيمة الكاملة بحماس، بينما تؤكد الحركة أنها لن تقبل بنزع سلاحها إلا بعد قيام دولة فلسطينية مستقلة.
ومنذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023 على الأراضي المحتلة، تمكن الجيش الإسرائيلي من السيطرة على ما يقرب من ثلاثة أرباع أراضي غزة. وتقول السلطات الإسرائيلية إن 20 من أصل 48 رهينة ما زالوا أحياء داخل غزة، فيما تشير بيانات وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية أودت بحياة أكثر من 62 ألف شخص، وأدت إلى تهجير شبه كامل للسكان ودمار هائل في مختلف مناطق القطاع.
