أصدر جيش الاحتلال، اليوم الأربعاء، تعليمات جديدة للفلسطينيين، مؤكدًا أن مغادرة مدينة غزة باتت خطوة “إجبارية” لا مفر منها، تمهيدًا لفرض السيطرة الكاملة عليها. وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، عبر منصة X أن العائلات التي تتجه جنوبًا ستُمنح مساعدات إنسانية وُصفت بأنها “سخية”، في محاولة لتبرير مخطط الإخلاء.
وخلال ليل الثلاثاء، اقتحمت دبابات الاحتلال أحياء جديدة داخل غزة، مما تسبب في موجة نزوح إضافية، إذ اضطر آلاف المدنيين للفرار نحو مناطق أخرى من المدينة. وما يزال ما يقارب مليون إنسان داخل غزة يعيشون ظروفًا قاسية وسط استمرار العمليات العسكرية.
حذرت الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية من أن الهجوم على غزة سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، مع استمرار الدمار والقتل على نطاق واسع. وأشارت تقارير ميدانية إلى أن قوات الاحتلال توغلت في حي عباد الرحمن شمال المدينة، حيث تعرضت منازل للتدمير، فيما روى شهود عيان أن أصوات الانفجارات دفعت السكان إلى الهرب.
وأعلنت قوات الاحتلال في بيان رسمي أنها خاضت معارك في جباليا ومحيط مدينة غزة، زاعمة أنها استهدفت “خلايا مسلحة” واكتشفت مستودعات أسلحة. وفي الوقت ذاته، أكدت حكومة الاحتلال بلسان رئيسها بنيامين نتنياهو أنها ماضية في السيطرة على قطاع غزة بكامله بعد انهيار محادثات وقف إطلاق النار. فيما تزايدت الضغوط الدولية على الاحتلال، حيث خرجت تظاهرات ضخمة في تل أبيب تطالب بوقف الحرب من أجل إعادة الرهائن، وأكد مسؤولون أميركيون أن البيت الأبيض يعمل على خطة شاملة لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، ومن المتوقع أن يناقشها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع فريقه في اجتماع خاص.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن عزم إسرائيل السيطرة على قطاع غزة بالكامل بعد انهيار المحادثات غير المباشرة مع حماس بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الشهر الماضي. لكنه يواجه ضغوطًا محلية ودولية في الوقت الذي يُعتقد أن عشرين فقط من أصل خمسين رهينة ما زالوا على قيد الحياة.
وأكد المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، الثلاثاء، أن البيت الأبيض بصدد إعداد خطة شاملة للتعامل مع مرحلة ما بعد الحرب في غزة، مشيرًا إلى أن هذه الخطة، المعروفة باسم “خطة اليوم التالي”، ستُطرح للنقاش خلال اجتماع موسع في البيت الأبيض برئاسة ترامب يوم الأربعاء. ولم يكشف ويتكوف عن تفاصيل إضافية، لكنه أعرب عن اعتقاده بأن الصراع في غزة سيتجه نحو تسوية ما، قبل نهاية العام الجاري.
ويواصل الاحتلال منذ السابع من أكتوبر، يواصل الاحتلال حربه على غزة، وهي الحرب التي بدأت بعد هجوم شنته حركة حماس داخل الأراضي المحتلة. ومنذ ذلك التاريخ، ارتفعت أعداد القتلى في غزة إلى عشرات الآلاف، فيما أُجبر معظم السكان على النزوح مرارًا، وتعرضت أكثر من 90% من المنازل للدمار، مع انهيار شبه كامل لقطاعات الصحة والمياه والصرف الصحي. وقد أكدت تقارير أممية أن المجاعة باتت واقعًا مأساويًا يهدد حياة السكان في مدينة غزة.
اقرأ أيضًا:
الاحتلال يقصف ضواحي غزة ويتعهد بمواصلة الهجوم.. ماذا بعد؟
إنفوجرافيك| عدد القتلى الصحفيين في غزة الأعلى في الحروب تاريخيًا
المملكة تعرب عن قلقها بعد إعلان المجاعة في غزة
