أعربت وزارة الخارجية السعودية، اليوم الجمعة، عن قلق المملكة البالغ، في ضوء تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، وإعلان حالة المجاعة رسميًا في قطاع غزة، وإدانتها لجرائم الإبادة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين العزل.
وقالت الوزارة في بيان صحافي نشرته “واس”: “المملكة تؤكد أن تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة نتيجة مباشرة لغياب آليات الردع والمحاسبة أمام جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتكررة، وستظل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي، وفي مقدمته الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، ما لم يسارع بالتدخل الفوري لإنهاء المجاعة ووقف حرب الإبادة والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الشقيق”.
كانت منظمة مراقبة الجوع الأممية، اليوم الجمعة، أن قطاع غزة يعيش حالة مجاعة رسمية وهي الأولى التي يُسجَّل وقوعها خارج القارة الأفريقية، في وقت يحذر فيه خبراء من اتساع رقعة الكارثة خلال الأسابيع المقبلة.
ووفقًا للتقديرات الأخيرة، يعاني نحو 514 ألف شخص – أي ما يقارب ربع سكان غزة – من ظروف المجاعة، ومن المتوقع أن يزداد العدد إلى 641 ألفًا بحلول نهاية سبتمبر المقبل. ويتركز الخطر الأكبر في شمال القطاع، حيث تقيم أكثر من 280 ألف نسمة، وسط انهيار منظومات الغذاء والصحة والمياه بعد نحو عامين من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وأوضح التصنيف الأممي، الذي نشرته “رويترز” أن المعطيات تشير إلى أن الأزمة قد تمتد إلى مناطق الوسط والجنوب، مثل دير البلح وخان يونس، فيما لا تزال البيانات من شمال غزة محدودة بسبب القيود على الوصول. من جانبه رفض الاحتلال الإسرائيلي نتائج التقرير، ووصفها بـ”المضللة والمنحازة”، مشيرة إلى أن جزءًا كبيرًا من المعلومات اعتمد على معطيات وفّرتها حماس، وتجاهلت – بحسب قولها – إدخال مساعدات غذائية خلال الفترة الأخيرة. فيما أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية أكدت في بيانها: “لا توجد مجاعة في غزة”.
وتُعد هذه المرة الخامسة خلال 14 عامًا التي يعلن فيها التصنيف الدولي حالة مجاعة، بعد أن وثّق أوضاعًا مشابهة في الصومال عام 2011، وجنوب السودان عامي 2017 و2020، والسودان عام 2024. لكن إعلان المجاعة في غزة يُعد الأول في الشرق الأوسط، ويعكس تحوّل طبيعة الكوارث من أزمات مرتبطة بالجفاف في القرن الماضي إلى أزمات تغذيها الحروب والنزاعات المسلحة.
اقرأ أيضًا:
بعد إعلانها رسميًا في غزة.. ما هي معايير تحديد المجاعة؟
رغم تخفيف الحصار.. لماذا تستمر المجاعة في غزة؟
إنفوجرافيك| سيناريو المجاعة الأسوأ يحدث في غزة حاليًا