logo alelm
بعد إعلانها رسميًا في غزة.. ما هي معايير تحديد المجاعة؟

أعلنت منظمة مراقبة الجوع الأممية، اليوم الجمعة، أن قطاع غزة يعيش حالة مجاعة رسمية وهي الأولى التي يُسجَّل وقوعها خارج القارة الأفريقية، في وقت يحذر فيه خبراء من اتساع رقعة الكارثة خلال الأسابيع المقبلة.

ووفقًا للتقديرات الأخيرة، يعاني نحو 514 ألف شخص – أي ما يقارب ربع سكان غزة – من ظروف المجاعة، ومن المتوقع أن يزداد العدد إلى 641 ألفًا بحلول نهاية سبتمبر المقبل. ويتركز الخطر الأكبر في شمال القطاع، حيث تقيم أكثر من 280 ألف نسمة، وسط انهيار منظومات الغذاء والصحة والمياه بعد نحو عامين من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

وأوضح التصنيف الأممي، الذي نشرته “رويترز” أن المعطيات تشير إلى أن الأزمة قد تمتد إلى مناطق الوسط والجنوب، مثل دير البلح وخان يونس، فيما لا تزال البيانات من شمال غزة محدودة بسبب القيود على الوصول. من جانبه رفض الاحتلال الإسرائيلي نتائج التقرير، ووصفها بـ”المضللة والمنحازة”، مشيرة إلى أن جزءًا كبيرًا من المعلومات اعتمد على معطيات وفّرتها حماس، وتجاهلت – بحسب قولها – إدخال مساعدات غذائية خلال الفترة الأخيرة. فيما أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية أكدت في بيانها: “لا توجد مجاعة في غزة”.

وتُعد هذه المرة الخامسة خلال 14 عامًا التي يعلن فيها التصنيف الدولي حالة مجاعة، بعد أن وثّق أوضاعًا مشابهة في الصومال عام 2011، وجنوب السودان عامي 2017 و2020، والسودان عام 2024. لكن إعلان المجاعة في غزة يُعد الأول في الشرق الأوسط، ويعكس تحوّل طبيعة الكوارث من أزمات مرتبطة بالجفاف في القرن الماضي إلى أزمات تغذيها الحروب والنزاعات المسلحة.

انتقادات دولية وتحذيرات أممية

وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ما يجري في غزة بأنه “كارثة من صنع الإنسان وفشل أخلاقي عالمي”، مطالبًا بوقف فوري لإطلاق النار وضمان دخول المساعدات بلا قيود. أما المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، فحمل إسرائيل المسؤولية المباشرة عما وصفه بـ”مجاعة مفتعلة قد ترقى إلى جريمة حرب”.

وقال عدد من الدول الغربية، بينها بريطانيا وكندا وأستراليا، إن الأوضاع الإنسانية في غزة وصلت إلى مستويات “تفوق التصور”، بينما أظهر استطلاع للرأي في الولايات المتحدة أن غالبية الأميركيين (65%) يرون ضرورة مساعدة السكان المحاصرين في غزة. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر الماضي إن كثيرين هناك يعانون من الجوع ، مما وضعه في خلاف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال مرارا وتكرارا إنه لا يوجد مجاعة وألقى باللوم على حماس في خلق نقص الغذاء.

معايير إعلان المجاعة

بحسب ما ذكره الموقع الرسمي لمنظمة اليونيسيف الأممية، فإن التصنيف المرحلي يحدد المجاعة عند تحقق ثلاثة شروط أساسية وهي:

  1. أن يواجه 20% على الأقل من السكان نقصًا حادًا في الغذاء.
  2. إصابة 30% (واحد من كل 3 أطفال) من الأطفال دون سن الخامسة بسوء تغذية حاد.
  3. وفاة شخصين من كل 10 آلاف يوميًا نتيجة الجوع أو الأمراض المرتبطة به.

وتُعد هذه المرحلة الخامسة والأكثر خطورة ضمن سلم التصنيف العالمي، وهو النظام المرجعي الذي تستند إليه الحكومات والوكالات الدولية في الإعلان عن الأزمات الغذائية الكبرى. ولا تُشير المجاعة فقط إلى نقص في الطعام، بل حالة متكاملة من الانهيار تشمل الغذاء والصحة والمياه، وتؤدي إلى وفيات واسعة النطاق، خاصة بين الأطفال. وتظهر عادة عندما تتقاطع عوامل متعددة مثل الحروب، الكوارث المناخية، الانهيارات الاقتصادية، وانهيار شبكات الإمداد.

اقرأ أيضًا:
رغم تخفيف الحصار.. لماذا تستمر المجاعة في غزة؟
إنفوجرافيك| سيناريو المجاعة الأسوأ يحدث في غزة حاليًا
هدنة إنسانية جزئية في غزة وسط التحذيرات من المجاعة

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

السر وراء السعادة الزوجية: أحاديث صغيرة تبني حبًا كبيرًا

المقالة التالية

المملكة تعرب عن قلقها بعد إعلان المجاعة في غزة