أعلن الكيان المحتل يوم الأحد، تطبيق هدنة إنسانية جزئية في غزة، عبر وقف عملياته العسكرية يوميًا لمدة 10 ساعات في مناطق محددة من القطاع، في خطوة تأتي وسط ضغوط دولية متزايدة وتحذيرات من تفشي المجاعة.
وذكر جيش الاحتلال أن الأنشطة العسكرية ستتوقف من الساعة العاشرة صباحًا حتى الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي في مناطق المواصي ودير البلح ومدينة غزة حتى إشعار آخر، كما أعلن تخصيص ممرات آمنة لقوافل المساعدات بين السادسة صباحًا والحادية عشرة مساءً.
تأتي هذه الخطوة في وقت تتصاعد فيه حدة الأزمة الإنسانية، وبحسب وزارة الصحة في غزة، فقد توفي 127 شخصًا، بينهم 85 طفلًا، بسبب سوء التغذية منذ بدء الحرب.
وفي واقعة حديثة، قالت طواقم طبية إن الرضيعة زينب أبو حليب، البالغة من العمر 5 أشهر، توفيت يوم السبت في مستشفى ناصر بخان يونس نتيجة لسوء التغذية الحاد، وقالت والدتها إسراء أبو حليب: “ثلاثة أشهر داخل المستشفى وهذا ما أحصل عليه في المقابل، أن تكون ميتة”.
وبالتزامن مع الإعلان، بدأت شاحنات مساعدات مصرية بالتحرك نحو القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، وأعلن الهلال الأحمر المصري إرسال أكثر من 100 شاحنة محملة بما يزيد عن 1200 طن متري من المواد الغذائية.
رغم أن تطبيق هدنة إنسانية جزئية في غزة لاقى ترحيبًا حذرًا من سكان القطاع الذين يأملون أن تكون خطوة أولى نحو إنهاء الحرب، إلا أنها كشفت عن انقسامات داخل حكومة كيان الاحتلال وأثارت جدلاً حول مسؤولية تفاقم الأزمة.
انتقد وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، القرار الذي قال إنه اتُخذ بدونه، واصفًا إياه بأنه “استسلام لحملة حماس الخادعة”، وجدد دعوته إلى وقف جميع المساعدات واحتلال كامل القطاع.
من جهتها، تتبادل إسرائيل والأمم المتحدة الاتهامات بشأن توزيع المساعدات، فبينما تؤكد إسرائيل أنها تسمح بدخول كميات كافية من الغذاء وتتهم الأمم المتحدة بالتقصير في توزيعها، تقول المنظمات الأممية إنها تعمل بأقصى طاقة ممكنة في ظل القيود الإسرائيلية التي تعرقل وصول المساعدات.
وكانت إسرائيل قد قطعت تدفق المساعدات في مارس قبل أن تستأنفه بقيود جديدة في مايو، وقد أدت هذه الأزمة الإنسانية إلى تصاعد القلق الدولي، ودفعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إعلان اعتزام بلاده الاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر.
وتستمر هذه التطورات في ظل فشل مفاوضات وقف إطلاق النار بين الكيان المحتل وحماس.
بذكر أن الحرب بدأت في السابع من أكتوبر 2023 بعد هجوم قادته حماس على جنوب الأراضي المحتلة، أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة، ومنذ ذلك الحين، أسفر الهجوم الإسرائيلي على غزة عن مقتل ما يقرب من 60 ألف شخص، معظمهم من المدنيين.