ما هي التنازلات التي سيقدمها زيلينسكي لإنهاء الحرب في أوكرانيا؟

ديسمبر ٢٤, ٢٠٢٥

شارك المقال

ما هي التنازلات التي سيقدمها زيلينسكي لإنهاء الحرب في أوكرانيا؟

في تطور لافت بمسار الحرب في أوكرانيا المستمرة منذ أكثر من عامين، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن استعداد بلاده لتقديم تنازلات محسوبة بشأن عدد من القضايا التفاوضية الشائكة، في خطوة تهدف إلى دفع عملية السلام قدمًا ووضع المسؤولية المباشرة على الجانب الروسي للرد.

وعكست تصريحات زيلينسكي، التي جاءت خلال لقاء موسّع وغير معتاد مع الصحفيين، تحوّلًا في لهجة كييف السياسية، مع تأكيدها في الوقت ذاته على ثوابت السيادة والأمن القومي.

لقاء صريح وخارطة طريق سياسية

كشف زيلينسكي خلال الاجتماع، تفاصيل جديدة عن مسودة خطة سلام تتألف من 20 بندًا، وصفها بأنها “وثيقة تأسيسية لإنهاء الحرب”، وليست مجرد اتفاق تقني لوقف إطلاق النار، وأوضح أن الوثيقة تمثل إطارًا سياسيًا شاملًا للعلاقة المستقبلية بين أوكرانيا من جهة، والولايات المتحدة وأوروبا وروسيا من جهة أخرى، مع تركيز خاص على الضمانات الأمنية والاقتصادية.

وأشار الرئيس الأوكراني إلى أنه يتوقع تلقي رد رسمي من موسكو يوم الأربعاء، بعد أن تنقل واشنطن مضمون المقترحات إلى الكرملين، مؤكدًا أن الكرة أصبحت الآن في الملعب الروسي.

من 28 بندًا إلى 20… تنازلات مدروسة

وتُعد المسودة الحالية نسخة مختصرة من خطة أولية من 28 بندًا سبق للولايات المتحدة مناقشتها مع روسيا، ووفقًا لزيلينسكي، فإن التقليص لم يكن شكليًا، بل جاء نتيجة مفاوضات دقيقة هدفت إلى الوصول إلى حلول وسط “مقبولة ولكن غير مذلة”، على حد تعبيره.

ومن أبرز ما تضمنته الخطة، استعداد أوكرانيا لسحب قواتها من أجزاء من منطقة دونيتسك الشرقية التي لا تسيطر عليها القوات الروسية حاليًا. وتشمل هذه المناطق ما يُعرف بـ”حزام الحصون”، الذي يضم مدنًا استراتيجية مثل كراماتورسك وسلوفيانسك، والتي شكّلت حتى الآن خط دفاع رئيسيًا حال دون تقدم روسي أوسع في عمق الأراضي الأوكرانية.

منطقة منزوعة السلاح بدلًا من السيطرة الكاملة

في مقابل أي انسحاب أوكراني محتمل، شدد زيلينسكي على أن روسيا ستكون ملزمة بسحب قواتها لمسافات مماثلة، بما يؤدي فعليًا إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح على طول بعض خطوط التماس الحالية، وأوضح أن هذه المنطقة قد تمتد لمسافة تتراوح بين 5 إلى 40 كيلومترًا، وفقًا لما يتم الاتفاق عليه.

وقال زيلينسكي إن إنشاء منطقة اقتصادية حرة في مدن مثل كراماتورسك وسلوفيانسك، بالتوازي مع سحب القوات الثقيلة من محيطها، قد يشكل نموذجًا عمليًا لخفض التصعيد وضمان الاستقرار، لكن هذا الطرح يتناقض مع الموقف الروسي المعلن، إذ سبق للرئيس فلاديمير بوتين أن اشترط تنازل أوكرانيا عن كامل إقليم دونيتسك لإنجاح أي خطة سلام.

الضمانات الأمنية.. قلب الخطة السياسية

تحتل الضمانات الأمنية موقعًا محوريًا في مسودة الخطة، فقد أكد زيلينسكي أن أوكرانيا تطالب بضمانات من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والدول الأوروبية، تعكس جوهر المادة الخامسة من ميثاق “الناتو”، أي مبدأ الدفاع المشترك.

وتنص الخطة على رد عسكري فوري وإعادة فرض العقوبات على موسكو في حال شنت روسيا هجومًا جديدًا على أوكرانيا، وفي المقابل، تُلغى هذه الضمانات إذا بادرت كييف بشن هجوم على الأراضي الروسية دون استفزاز، في محاولة لطمأنة موسكو وتقليص مخاوفها الأمنية.

إعادة الإعمار والطاقة النووية

اقتصاديًا، تقترح الخطة إطلاق حزمة تنموية واسعة لدعم تعافي أوكرانيا بعد الحرب، من خلال إنشاء صندوق تنمية أوكرانيا، يركز على الاستثمار في التكنولوجيا، ومراكز البيانات، والذكاء الاصطناعي، إلى جانب فتح المجال أمام الشركات الأمريكية للاستثمار في قطاع الغاز الطبيعي، وقدّر زيلينسكي الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها بلاده بنحو 800 مليار دولار.

كما تضمنت المسودة مقترحًا لتسوية وضع محطة زابوريزهيا للطاقة النووية، الخاضعة حاليًا للسيطرة الروسية، بحيث تُدار من خلال مشروع مشترك أمريكي – أوكراني، يتم توزيع إنتاجه الكهربائي مناصفة.

الاستفتاء والشرعية السياسية

في ما يتعلق بمصير الأراضي والتسلسل الزمني للاتفاق، وصف زيلينسكي هذه المسألة بأنها الأكثر تعقيدًا، وكشف عن إمكانية إجراء استفتاء وطني يضفي الشرعية النهائية على إنهاء الحرب، شريطة توفر وقف إطلاق نار حقيقي لمدة لا تقل عن 60 يومًا.

وأكد أن إجراء أي استفتاء أو انتخابات في ظل انعدام الأمن سيقوض شرعيتها، مشيرًا إلى استحالة إجراء تصويت عادل في المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية.

جهود أمريكية وضبابية روسية

على الصعيد الدولي، لا تزال جهود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحقيق اختراق حقيقي تسير ببطء، فقد قاد المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، بمشاركة جاريد كوشنر، سلسلة لقاءات وصفها الجانب الأمريكي بالبناءة، جمعت وفودًا أوكرانية وروسية كلٌّ على حدة.

في المقابل، اكتفى الكرملين بتصريحات مقتضبة، إذ قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إن موسكو ستحدد خطواتها التالية بعد دراسة التقارير المقدمة، رافضًا الخوض في تفاصيل المفاوضات، ومعتبرًا مناقشتها علنًا “غير مجدية”.

يمكنك أن تقرأ أيضًا:

أحداث 2026 الدولية الأكثر أهمية.. 7 قضايا لمتابعتها

سيناريوهات الحرب.. ماذا لو اجتاحت الصين تايوان؟
تفاصيل جديدة عن 8 رحلات لترامب مع إبستين

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech

ما هي التنازلات التي ستقدمها أوكرانيا لإنهاء الحرب؟ - العلم