تشير التقديرات السياسية أن أحداث 2026 المنتظرة ستكون فاصلة تاريخ العلاقات الدولية، حيث ينتقل العالم من مرحلة الانتقال السياسي التي شهدها 2025 إلى مرحلة التحول الجذري في موازين القوى، وسط حشود عسكرية غير مسبوقة وتحولات تقنية تعيد صياغة مفهوم السيادة الوطنية.
الكاريبي يمثل أهمية كبرى ضمن أحداث 2026
تبدأ قراءة أحداث 2026 من منطقة البحر الكاريبي، حيث تنشر الولايات المتحدة أضخم أسطول بحري وجوي منذ أزمة الصواريخ الكوبية، في خطوة وصفت بأنها تطبيق عملي لـ "مبدأ ترامب" الجديد.
وتستهدف هذه الحشود نظام نيكولاس مادورو تحت لافتة مكافحة تهريب المخدرات، إلا أن المؤشرات الميدانية، التي شملت أكثر من 30 ضربة عسكرية دون تفويض صريح من الكونغرس، توحي بأن الهدف النهائي هو تغيير النظام بالقوة.
ويرى مراقبون أن بقاء مادورو في السلطة بنهاية هذا العام قد يضعف هيبة واشنطن كقوة مهيمنة في نصف الكرة الغربي، بينما سيمثل رحيله تكريسًا لسطوة "الهيمنة الإقليمية" الجديدة.
حرب أوكرانيا في عامها الخامس
تدخل الحرب الروسية الأوكرانية عامها الخامس في فبراير المقبل، وهي نقطة زمنية غالبًا ما تمثل "نقطة تحول" في الصراعات الطويلة.
ورغم الخسائر الروسية التي تجاوزت مليون إصابة، لا يبدو أن الرئيس فلاديمير بوتين مستعد للتراجع، بل يراهن على استنزاف الإرادة الأوكرانية.
ومن المتوقع أن تشهد أحداث 2026 ذروة الضغط الدبلوماسي الأمريكي لفرض اتفاق سلام يقضي بتنازل كييف عن أراضٍ مقابل ضمانات أمنية، وهو المسار الذي قد يحدد مستقبل القارة الأوروبية بأكملها.
تايوان والذكاء الاصطناعي
وفي شرق آسيا، تبرز قضية تايوان كأخطر الملفات ضمن أحداث 2026، خاصة مع اقتراب القمة المرتقبة بين الرئيسين ترامب وشي جين بينغ في بكين.
وتتزامن هذه التوترات مع سباق محموم في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أحدثت النماذج الصينية الجديدة مثل "ديب سيك" هزة في الأسواق الأمريكية، مما جعل التقنية المتقدمة جزءًا لا يتجزأ من صراع السيادة.
وتسعى واشنطن لتعزيز تفوقها من خلال ضوابط التصدير، في حين تحاول بكين كسر هذا الطوق التقني بحلول عام 2027.
الشرق الأوسط بين الانتخابات والتهديدات
في الشرق الأوسط، فتترقب الدوائر السياسية الانتخابات داخل الكيان المحتل المقررة في أكتوبر 2026، والتي ستحدد ما إذا كانت تل أبيب ستحتفظ بنظامها الحالي بقيادة بنيامين نتنياهو وستستمر في تنفيذ أجندته اليمينية المتطرفة، أم ستحاول تحسين صورتها التي شوهتها الحرب على غزة.
وفي المقابل، تواجه إيران عامًا هو الأصعب اقتصاديًا وعسكريًا، وسط تقارير عن أزمات في خلافة المرشد الأعلى وشح في الموارد الأساسية، مما يجعلها مرشحة لسيناريوهات تتراوح بين الانكفاء أو الانفجار المفاجئ.
عودة الإرهاب العالمي
تحذر التقارير الأمنية من أن عام 2026 قد يشهد عودة قوية لعمليات التنظيمات المتطرفة مثل "داعش" و"القاعدة"، فبعد سنوات من التراجع، بدأت الشبكات العالمية في إعادة ترتيب صفوفها، مستغلة الانشغال الدولي بصراعات القوى الكبرى.
وشهدت نهاية عام 2025 مؤشرات مقلقة بهجمات في أستراليا وإحباط مخططات في لوس أنجلوس، مما يضع مكافحة الإرهاب مجددًا على رأس أولويات الأجندة الأمنية العالمية.
وعلاوة على ذلك، يمثل التقاطع بين الأزمات المناخية والاضطرابات الاقتصادية الناتجة عن الحروب التجارية ضغطًا إضافيًا على استقرار الدول.
وبناءً على هذه المعطيات، فإن أحداث 2026 لن تكون مجرد استمرار لما سبق، بل هي المختبر الحقيقي لقدرة النظام الدولي على الصمود أمام "عاصفة كاملة" من التحديات الجيوسياسية والتقنية والاجتماعية.














