أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن نحو 850 ألف لاجئ عادوا إلى سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي ، مع توقع أن يصل العدد إلى مليون خلال الأسابيع المقبلة.
قالت نائبة المفوض السامي، كيلي تي كليمنتس، أثناء زيارتها إلى سوريا، إن نحو 1.7 مليون شخص نزحوا داخلياً خلال سنوات الحرب وقد عادوا إلى مجتمعاتهم الآن .
وأضافت أن “الآن فترة ديناميكية، وفرصة لرؤية حلول محتملة لأكبر موجة نزوح شهدتها سوريا خلال السنوات الأربع عشرة الماضية”.
خلال زيارتها إلى معبر حدودي مع لبنان، رصدت كليمنتس طوابير طويلة من الشاحنات والأفراد في طريقهم إلى سوريا.
وأشارت إلى أن السلطات اللبنانية قدّمت إعفاءً للسوريين المقيمين بشكل غير قانوني مقابل مغادرتهم قبل نهاية أغسطس، ما ساهم في تسريع وتيرة عودة عدد كبير منهم إلى سوريا.
رغم أجواء العودة، شهدت سوريا أعمال عنف طائفية، استهدفت فيها أقلية العلويين في المناطق الساحلية في مارس، والدرزية في محافظة السويداء في يوليو، ما أسفر عن مئات القتلى.
وقد تسبب القتال في جنوب سوريا في نزوح نحو 190 ألف شخص، ما دفع الأمم المتحدة إلى إرسال 21 قافلة مساعدات إلى تلك المناطق، بعد إعادة فتح طريق دمشق–السويداء الذي كان مغلقًا .
إن عودة نحو 850 ألف لاجئ إلى سوريا – وهي أرقام استثنائية بحسب كليمنتس – تأتي في وقت لا يزال فيه حجم الكارثة الإنسانية في سوريا هائلًا. فالحرب التي بدأت في مارس 2011 أدّت إلى مقتل نحو 500 ألف شخص، ونزوح نصف سكان البلاد التي كانت تعدّ حينها نحو 23 مليون نسمة .
تشكل عودة اللاجئين إلى سوريا منذ سقوط الأسد لحظة مفصلية، تدفع نحو إعادة بناء وطن عاش سنوات من النزيف والدمار، ولكن التحديات الأمنية، ووضع البنى التحتية المتداعية، والافتقار إلى الخدمات الأساسية، تبقى أعظم العقبات أمام إعادة الحياة الطبيعية، ومع ذلك، فإن هذا التوجه نحو العودة يجعل من سوريا اليوم في قلب اهتمام المجتمع الدولي، مع ضرورة توفير الدعم المطلوب لضمان بقاء العائدين بأمان واستقرار في أرضهم.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
إنفوجرافيك| أهداف الاحتلال من استمرار الحرب في غزة
إنفوجرافيك| أبرز قادة حماس الذين قتلوا منذ 7 أكتوبر
جثة في مشرحة سرية قد تحل لغز اختفاء موسى الصدر المفقود منذ 50 عامًا