في خطوة تعكس تصاعد الغضب الداخلي في إسرائيل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت عن تحركه الفعلي للإطاحة برئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو.
وأكد أولمرت في تصريحات لصحيفة “ذا ناشيونال” أنه يرى أن الحرب في غزة “يجب أن تتوقف فورًا”، مشيرًا إلى أن السياسات الحالية تدفع البلاد نحو مزيد من الأزمات الإنسانية والسياسية.
يرى أولمرت أن حكومة نتنياهو فقدت السيطرة على مسار الحرب، معتبرًا أن استمرار العمليات العسكرية في غزة يضر بمصالح إسرائيل على المستويين الداخلي والدولي.
وأشار أولمرت إلى أن أصوات المعارضة داخل إسرائيل، بما في ذلك أصوات خبراء ومسؤولين سابقين، تتزايد يومًا بعد يوم، حيث تظهر استطلاعات الرأي أن نحو 70% من الإسرائيليين يرغبون في إنهاء الحرب وإعادة الرهائن.
تستند انتقادات أولمرت إلى خبرته الطويلة في إدارة الأزمات العسكرية، فقد قاد إسرائيل خلال حرب 2006 ضد حزب الله، وأطلق عملية “الرصاص المصبوب” عام 2008 في غزة، وعلى الرغم من دفاعه حينها عن العمليات العسكرية، إلا أنه يعترف اليوم بأن الحروب السابقة، مثل الحرب الحالية، تسببت في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، ما يطرح تساؤلات حول جدوى الاستمرار في النهج ذاته.
شدد أولمرت على أن إسرائيل تتحمل مسؤولية إنسانية وأخلاقية تجاه سكان غزة، مشيرًا إلى التقارير الأممية التي تتحدث عن مجاعة تزداد حدتها يومًا بعد يوم.
وأكد أن “من واجب إسرائيل ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودون عراقيل”، محذرًا من أن الفشل في ذلك يزيد من عزلة إسرائيل الدولية.
يعتبر أولمرت أن نتنياهو يقود البلاد إلى طريق مسدود، سواء في التعامل مع ملف غزة أو في إدارة العلاقات الدولية، ووصف إصرار الحكومة على سياسات التوسع العسكري بأنه “مغامرة خطيرة” قد تفقد إسرائيل ما تبقى من دعم حلفائها التقليديين في الغرب.
يظل أولمرت من أشد الداعمين لحل الدولتين، حيث أعاد التأكيد مؤخرًا على أن إقامة دولة فلسطينية هي السبيل الوحيد لضمان استقرار المنطقة، ويعتقد أن الزخم الأوروبي الأخير نحو الاعتراف بفلسطين يمكن استغلاله لإجبار الطرفين على العودة إلى طاولة المفاوضات، في خطوة قد تفتح آفاقًا جديدة لسلام دائم.
يرى أولمرت أن الضغط الدولي، وخاصة من جانب الولايات المتحدة، هو العامل الحاسم في تغيير مسار الأحداث، ووجه الدعوة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التدخل الفوري لوقف الحرب، معتبرًا أن “لدى واشنطن القدرة على فرض الحل إذا أرادت ذلك”.
بينما يسعى نتنياهو إلى ترسيخ بقائه في الحكم رغم الانتقادات الداخلية والخارجية، يتحرك أولمرت لبناء تحالفات سياسية استعدادًا للانتخابات التشريعية المقبلة، ويؤكد أنه سيبذل كل ما بوسعه لضمان رحيل نتنياهو، مشيرًا إلى أن “إسرائيل بحاجة إلى قيادة جديدة قادرة على مواجهة التحديات بحكمة ومسؤولية”.
ويبدو أن المواجهة بين أولمرت ونتنياهو لن تتوقف عند حدود التصريحات، بل ستتطور إلى معركة سياسية حاسمة مع اقتراب موعد الانتخابات، وبينما يواصل أولمرت حشد الدعم الداخلي والدولي لتغيير مسار السياسة الإسرائيلية، يبقى السؤال مطروحًا: هل تنجح هذه الجهود في إنهاء حقبة نتنياهو، أم أن الأخير سيستمر في الإمساك بزمام الحكم رغم كل التحديات؟
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
أضغاث أحلام “إسرائيل الكبرى”.. محطات تاريخية لأوهام الاحتلال
إنفوجرافيك| أحرقت القرآن.. فالنتينا غوميز مرشحة الكراهية في أمريكا