logo alelm
سلاح حزب الله يعطل فرصة السلام في جنوب لبنان

قال الكاتب والباحث السياسي طوني أبي نجم، إن المأزق الحالي في جنوب لبنان يتمحور حول إصرار حزب الله على عدم التخلي عن سلاحه، وهو ما يعطل أي فرصة حقيقية لتطبيق التفاهمات الدولية، ويجعل كيان الاحتلال يتعامل مع الوضع بمبدأ “الخطوة مقابل الخطوة”.

وفي مقابلة أجراها، اليوم الثلاثاء، عبر الفيديو مع برنامج “هنا الرياض” على قناة “الإخبارية”، أوضح أبي نجم أن إسرائيل لن تقدم على أي انسحابات ميدانية ما لم تبدأ الحكومة اللبنانية فعليًا بنزع سلاح الحزب، وليس مجرد اتخاذ قرارات سياسية يرفضها الأخير.

موقف حزب الله من التسويات السياسية مع الاحتلال

قال أبي نجم إن التصريحات الأخيرة الصادرة عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تشير بوضوح أنه في حال باشرت الحكومة اللبنانية مهمة نزع سلاح حزب الله، فإن إسرائيل ستبدأ حينها باتخاذ خطوات مقابلة على الأرض.

ويرى أن المشكلة الأساسية التي يعيشها لبنان تكمن في رفض حزب الله تنفيذ قرار صادر عن حكومة يشارك فيها ويرفض الاستقالة منها، مما يخلق معضلة سياسية كبرى تحول دون إحراز أي تقدم.

كما انتقد أبي نجم هجوم الحزب على الورقة الأمريكية الأخيرة، التي تم تعديلها بناءً على ملاحظات لبنانية، معتبرًا أنها “أفضل مئات المرات” من اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان حزب الله قد فاوض عليه سابقًا عبر ممثليه وعلاقاته مع الموفد الأمريكي آنذاك آموس هوكستين، وبوساطة من رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وأوضح أن اتفاق وقف إطلاق النار السابق نص صراحةً في مقدمته على “نزع سلاح كل المجموعات المسلحة”، كما أعطى إسرائيل في ملحق علني “الحق الكامل في التصرف عسكريًا كيف ومتى تشاء”، وهو ما فعلته منذ 27 نوفمبر الماضي.

وأضاف أن ذلك الاتفاق لم يتطرق إلى ملفات حيوية مثل إعادة الإعمار أو ترتيبات ترسيم الحدود البرية، في حين أن الورقة الأمريكية-اللبنانية الأخيرة قد تضمنت هذه النقاط الإيجابية.

وخلص إلى أن حزب الله “يكابر” في رفض ورقة أفضل بكثير مما وافق عليه سابقًا، معتبرًا أن موافقته السابقة جاءت تحت ضغط الضربات العسكرية، بينما يهدف برفضه اليوم إلى كسب المزيد من الوقت.

 

وفيما يتعلق بدور قوات “اليونيفل” في لبنان، أشار أبي نجم أن هذه القوات لعبت منذ إرسالها دورًا أساسيًا كقوة فصل بين الجيش الإسرائيلي والمجموعات المسلحة في لبنان.

ووصف هذا الدور بأنه نجح أحيانًا وفشل في أحيان أخرى، مرجعًا ذلك إلى سببين رئيسيين؛ الأول هو أن القوات كانت تأتي من دول ضعيفة نسبيًا حتى عام 2006، بالإضافة إلى محدودية الصلاحيات الممنوحة لها، أما السبب الثاني فيتمثل في كونها خط تواصل أساسي بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي، حيث كانت تقوم بدور الوسيط.

واستطرد قائلاً إن “اليونيفل” لعبت دورًا اقتصاديًا مهمًا في الجنوب، حيث تشير التقديرات إلى أنها أنفقت ما يزيد على 500 مليون يورو منذ عام 2006، لكن كل هذه الأدوار كانت بعيدة عن مهمتها الرئيسية المتمثلة في المساعدة على استتباب الأمن.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

إنفوجرافيك| محفظة استثمارات صندوق الاستثمارات العامة في السوق الأمريكي

المقالة التالية

+Health .. آبل تحول هاتفك إلى مدرب صحي متنقل!