أثار الهجوم الإيراني على قطر، الذي استهدف قاعدة العديد الجوية الأمريكية، موجة عارمة من الإدانات والاستنكار على الصعيدين الخليجي والعربي.
وقد شكل هذا الهجوم، الذي يأتي في ذروة التصعيد في الشرق الأوسط، منعطفًا خطيرًا، إذ يأتي ردًا على الهجمات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية في وقت يتصاعد القلق من جر الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية شاملة.
في أول رد فعل رسمي، أعلنت دولة قطر عن إدانتها الشديدة للهجوم الذي شنه الحرس الثوري الإيراني على قاعدة العديد الأمريكية على أراضيها. ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماجد بن محمد الأنصاري، وصفه للهجوم بأنه “انتهاك صارخ لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
وأكد المتحدث أن “دولة قطر تحتفظ بحق الرد المباشر بما يتناسب مع شكل وحجم هذا الاعتداء السافر وبما يتوافق والقانون الدولي”. كما أشار الأنصاري إلى أن الدفاعات الجوية القطرية نجحت في إحباط الهجوم والتصدي للصواريخ الإيرانية، مما منع وقوع أضرار بشرية أو مادية كبيرة.
أدانت المملكة واستنكرت بأشد العبارات العدوان الذي شنته إيران على على قاعدة العديد الجوية في قطر في دولة قطر الشقيقة، الذي يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ومبادئ حسن الجوار، وهو أمر مرفوض ولا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال. وأكدت المملكة تضامنها ووقوفها التام إلى جانب دولة قطر الشقيقة، وتضع كافة إمكاناتها لمساندة دولة قطر الشقيقة في كل ما تتخذه من إجراءات.
أدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي، بأشد العبارات الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة العديد الجوية في قطر. وشدد البديوي على أن هذا الاعتداء لا يمثل فقط انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة قطر، بل هو “مساس مباشر بأمن دول المجلس كافة”، مجددًا التأكيد على المبدأ الراسخ بأن “أمن دول مجلس التعاون كلٌ لا يتجزأ”.
وأبرز الأمين العام المفارقة الصارخة في هذا الهجوم، قائلاً: “في الوقت الذي تقوم به دولة قطر ودول مجلس التعاون بإدانة شديدة للهجمات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية، وتبذل كل جهودها لوقف إطلاق النار والوساطة، تُفاجأ بهذا الهجوم الصاروخي الإيراني”. ودعا البديوي المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته في إدانة هذا “العمل العدواني” واتخاذ خطوات رادعة للتصرفات الإيرانية.
امتدت دائرة الإدانات لتشمل قوى عربية رئيسية، حيث أعربت مصر عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجمات على قاعدة العديد الجوية في قطر، مؤكدة في بيان صادر عن وزارة الخارجية على “تضامنها الكامل مع دولة قطر الشقيقة ووقوفها إلى جانبها”. وعبرت القاهرة عن قلقها البالغ من “التصعيد المتسارع الخطير”، مجددة رفضها الكامل لكافة أشكال التصعيد العسكري والمساس بسيادة الدول.
من جانبها، أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة بأشد العبارات استهداف الأراضي القطرية، معتبرةً إياه “مخالفة واضحة للقانون الدولي”. وأعربت وزارة الخارجية الإماراتية عن تضامنها الكامل مع قطر، محذّرة من أن استمرار هذه الأعمال التصعيدية “من شأنه أن يقوض الأمن الإقليمي ويجرّ المنطقة إلى مسارات خطيرة ستكون لها تداعيات كارثية”. ودعت الوزارة إلى تغليب لغة الحوار واللجوء إلى الحلول الدبلوماسية لتجاوز الأزمات الراهنة.
أعرب البرلمان العربي عن “إدانته واستنكاره الشديدين للعدوان الذي شنته إيران على دولة قطر معتبرا أنه يمثل انتهاكا صارخا ومرفوضا للسيادة القطرية، ومخالفة واضحة لقواعد القانون الدولي”. وجدد البرلمان العربي “التحذير من توسيع رقعة الصراع بالمنطقة والاتجاه نحو مزيد من التصعيد الذي يعصف بالأمن والاستقرار”.
أعرب ناطق رسمي بوزارة الخارجية العُمانية عن “استنكار سلطنة عُمان للتصعيد الإقليمي المتواصل الذي تشهده المنطقة والذي تسبب فيه الكيان المحتل في الثالث عشر من شهر يونيو الجاري بهجومها الصاروخي اللا مشروع على إيران وتبادل الهجمات الصاروخية المتواصلة منذ ذلك الحين، بما في ذلك القصف الصاروخي الإيراني الأخير لمواقع سيادية في دولة قطر الشقيقة”.
واعتبرت عُمان القصف الصاروخي الإيراني على قاعدة العديد الجوية في قطر “عملا مرفوضا ومدانا ينتهك سيادة دولة شقيقة من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ويتنافى مع سياسة حسن الجوار وينذر بتوسيع رقعة الصراع الذي لا طائل منه سوى مزيد من الأضرار والدمار وتقويض قواعد الأمن والاستقرار وسلامة شعوب المنطقة”.