أعلنت أربع دول خليجية، هي الكويت وقطر والعراق والبحرين، إغلاق مجالها الجوي بشكل شبه متزامن اليوم، فيما أظهرت بيانات تتبع الطيران توقفًا مماثلاً في المجال الجوي الإماراتي.
وتأتي هذه الخطوة غير المسبوقة، التي شلت حركة الطيران في واحدة من أكثر مناطق العالم ازدحامًا، كرد فعل مباشر على الهجمات الصاروخية التي شنتها إيران على قواعد عسكرية أمريكية في قطر، مما ينذر بأن المواجهة بين إيران والقواعد الأمريكية في الشرق الأوسط قد دخلت مرحلة جديدة ومفتوحة على كل الاحتمالات.
بدأت قرارات الإغلاق تتوالى، مساء اليوم الاثنين، حيث أعلنت السلطات الكويتية عن تعليق جميع رحلات الطيران المغادرة من مطارها الدولي بسبب “التطورات الإقليمية”. وسرعان ما تبعتها قطر والعراق بقرارات مماثلة بإغلاق كامل لمجاليهما الجويين. من جانبها، أعلنت السلطات البحرينية أنها أغلقت مجالها الجوي “مؤقتًا” وسط مخاوف من تداعيات الرد الإيراني.
بالنظر إلى الخريطة العسكرية للمنطقة، فإن هذه الدول لا تشترك فقط في الجغرافيا المتقاربة مع إيران بل تستضيف على أراضيها أهم وأكبر المنشآت العسكرية الأمريكية، مما يجعلها في قلب أي مواجهة محتملة بين إيران والقواعد الأمريكية في الشرق الأوسط.
قطر.. تستضيف قاعدة العديد الجوية، وهي ليست مجرد قاعدة، بل هي المقر المتقدم للقيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) وأكبر قاعدة أمريكية في المنطقة، حيث يتمركز حوالي 10,000 جندي. استهداف هذه القاعدة يعني استهداف مركز القيادة والسيطرة الأمريكي.
البحرين.. هي موطن المقر الرئيسي للأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، القوة البحرية الضاربة التي تغطي منطقة الخليج والبحر الأحمر والمحيط الهندي.
الكويت.. تحتضن منشآت عسكرية مترامية الأطراف، أهمها معسكر عريفجان (المقر الأمامي للجيش الأمريكي المركزي) وقاعدة علي السالم الجوية المعروفة بـ”الصخرة”، والتي تُعد نقطة انطلاق حيوية للعمليات في العراق وسوريا.
الإمارات العربية المتحدة.. يوجد بها قاعدة الظفرة الجوية، وهي مركز حيوي لعمليات القوات الجوية الأمريكية، بالإضافة إلى ميناء جبل علي في دبي، الذي يُعد أكبر وأهم ميناء للبحرية الأمريكية خارج الولايات المتحدة.
العراق.. لا يزال يحتفظ بوجود أمريكي في قاعدة عين الأسد الجوية وقاعدة أربيل، وكلاهما تعرض في السابق لهجمات صاروخية إيرانية ردًا على مقتل قاسم سليماني عام 2020.
