شهدت أسعار النفط العالمية، اليوم الاثنين، أكبر انخفاض يومي لها خلال السنوات الخمس الماضية، وذلك في أعقاب الضربة الإيرانية على قطر التي استهدفت قاعدة العديد الجوية الأمريكية.
كانت إيران شنت هجومًا صاروخيًا على قاعدة العديد الجوية في قطر، التي تُعد أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، وذلك كرد مباشر على الهجمة الأمريكية على إيران خلال عطلة نهاية الأسبوع. لكن العامل الحاسم الذي أثر على الأسواق هو طبيعة هذا الرد؛ فقد أكدت السلطات القطرية أن دفاعاتها الجوية اعترضت الصواريخ بنجاح وأن الضربة الإيرانية على قطر لم تسفر عن وقوع أي ضحايا.
هذا الرد دفع المستثمرين إلى الاعتقاد بأن طهران اختارت ردًا محدودًا ومدروسًا لتجنب مواجهة مباشرة وواسعة مع الولايات المتحدة، مما قلل من المخاطر الجيوسياسية في المدى القصير.
تفاعلت الأسواق بشكل فوري مع هذه القراءة، حيث انخفض خام برنت القياسي العالمي بنسبة 7.22% ليغلق عند 68.51 دولارًا للبرميل، بينما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 7.18% ليستقر عند 71.48 دولارًا للبرميل.
وتعتبر هذه المستويات هي الأدنى منذ بدء الحرب الإيرانية الإسرائيلية في 13 يونيو. وقد علق وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت على هذا الهبوط قائلاً إن عمليات البيع تظهر أن المستثمرين يعتقدون أن الصراع سوف يهدأ وأن المنطقة ستصبح أكثر استقرارًا بعد أن أثبتت الضربة الإيرانية على قطر أنها لم تكن بداية لحرب مفتوحة. إن هذا التحليل يفسر رد فعل السوق على الضربة الإيرانية على قطر.
على الرغم من الارتياح المؤقت في الأسواق، لا يزال شبح تصعيد أكبر يلوح في الأفق، ويتركز بشكل أساسي حول مضيق هرمز. فقد نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن نواب بارزين في البرلمان أن خيار إغلاق هذا الممر المائي الحيوي، الذي يمر عبره خُمس إمدادات النفط العالمية، لا يزال قيد الدراسة الجدية كرد محتمل على الهجمة الأمريكية على إيران.
وقد حذر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو طهران بشدة من اتخاذ مثل هذه الخطوة، واصفًا إياها بأنها ستكون بمثابة “انتحار اقتصادي” لإيران، حيث تمر صادراتها النفطية عبر المضيق ذاته. وأشار روبيو إلى أن الولايات المتحدة لديها “خيارات للتعامل مع هذا الأمر”، وحث الصين، أكبر مستورد للنفط الإيراني، على استخدام نفوذها لمنع طهران من الإقدام على هذه الخطوة. إن أي تطور يتعلق بهذا المضيق بعد الضربة الإيرانية على قطر سيؤثر بشكل مباشر على أسواق الطاقة العالمية، حيث أن تبعات الضربة الإيرانية على قطر قد تمتد إلى هذا الشريان الاقتصادي الحيوي.
