في أحدث فصول التوتر الدبلوماسي بين باريس وتل أبيب، وجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقادات حادة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة مع قناة TF1 الفرنسية اليوم الأربعاء، واصفًا قراره بمنع المساعدات الإنسانية عن قطاع غزة بـ”السلوك المخزي” وغير المقبول، مطالبًا الاتحاد الأوروبي بموقف أكثر تشددًا تجاه إسرائيل.
أوضح ماكرون أن قرار إسرائيل بوقف المساعدات، والذي تزعم تل أبيب أنه يهدف إلى تحقيق “اختراق حاسم” في الحرب ضد حركة حماس، لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال، لا سيما في ظل ما وصفه بالكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع، فبعد أكثر من 19 شهرًا من الحرب، يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف مأساوية نتيجة الدمار واسع النطاق في غزة.
جاء الرد الإسرائيلي سريعًا وحادًا، إذ اتهم مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ماكرون بـ”الوقوف في صف حماس”، زاعمًا أن “إسرائيل تخوض حربًا متعددة الجبهات من أجل وجودها”، وأن المطالبة بوقف العمليات العسكرية هي بمثابة “مكافأة للإرهاب”.
هذا التراشق الكلامي يعكس تصاعد التوتر بين إسرائيل وبعض حلفائها الغربيين، في ظل استمرار العمليات العسكرية وسقوط أكثر من 52 ألف قتيل وفق إحصاءات وزارة الصحة التابعة لحماس.
وصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الوضع في غزة بأنه “لا يُطاق ويزداد سوءًا”، مؤكدًا أن حكومته تعمل بشكل عاجل بالتنسيق مع قادة العالم لضمان تدفق سريع وغير معرقل للمساعدات الإنسانية، مع التأكيد على ضرورة إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس.
من جانبه، أثار ماكرون تساؤلات حول مستقبل التعاون بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، مشيرًا إلى وجوب مراجعة الاتفاقيات الراهنة، في ظل دعوات من دول أوروبية كهولندا لإعادة تقييم العلاقات التجارية والسياسية مع تل أبيب.
رغم إعلان إسرائيل موافقتها على خطة أمريكية تهدف لاستئناف تدريجي لتوزيع الغذاء في غزة، بما يضمن عدم وصوله إلى حماس، إلا أن تفاصيل التنفيذ ما تزال غير واضحة، بما في ذلك موعد بدء البرنامج والجهات المسؤولة عنه.
على الرغم من أن ماكرون أعرب في وقت سابق عن دعمه لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها عقب أحداث 7 أكتوبر 2023، ، إلا أن استمرار الحرب وتزايد الخسائر البشرية والدمار أدى إلى شرخ متزايد في علاقته بنتنياهو، خاصة بعد رفض إسرائيل لمقترح ماكرون الداعي للاعتراف بدولة فلسطينية.
تبدو الأزمة بين فرنسا وإسرائيل مرشحة للتفاقم، في ظل تباين المواقف الأوروبية والأمريكية، وتدهور الأوضاع في غزة، وتزايد الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات، ويبقى السؤال الأهم: هل ستدفع الانتقادات الأوروبية إسرائيل إلى تغيير سياستها؟
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
إنفوجرافيك| حصاد محادثات زيارة ترامب إلى المملكة
إنفوجرافيك| لماذا رفض ترامب زيارة “الكيان المحتل” خلال جولته بالمنطقة؟