مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تتزايد أهمية فهم التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر على توجهات الناخبين. تُبرز معدلات الفقر وتفاوتاتها العرقية كموضوع هام في هذا السياق، حيث يعيش حوالي 41 مليون شخص تحت خط الفقر، بمعدلات متفاوتة بين الأعراق. كيف يمكن أن تؤثر هذه الفروقات على نتائج الانتخابات المقبلة، وهل سيؤدي التركيز على قضايا الفقر إلى تحويل توجهات الناخبين نحو المرشحين الذين يقدمون حلولًا لهذه الأزمة؟
يقدم هذا التقرير بيانات من مسح المجتمع الأمريكي لعام 2022، الذي أجراه مكتب الإحصاء الأمريكي. يستعرض التقرير نسبة وعدد الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر حسب الفئات العرقية الرئيسية، مما يساعد على فهم أعمق للتفاوتات العرقية في معدلات الفقر.
تشير البيانات إلى وجود اختلافات واضحة بين الفئات العرقية في معدلات الفقر، مما يعكس عوامل تاريخية واقتصادية واجتماعية متجذرة.
يتصدرون معدلات الفقر بنسبة 21.7%، إذ يعيش نحو 676 ألف فرد من هذه الفئة تحت خط الفقر. يواجهون تحديات تتعلق بالتهميش التاريخي والبنية التحتية الضعيفة في مجتمعاتهم.
تبلغ نسبة الفقر بينهم 21.3%، ويصل عددهم إلى 8.3 مليون فرد. تعكس هذه النسبة الإرث المستمر للتمييز وعدم تكافؤ الفرص الاقتصادية.
المجموعات الأخرى (بما في ذلك اللاتينيون):
يعاني حوالي 17.9% من هذه الفئة من الفقر، أي ما يقارب 4.3 مليون شخص. غالباً ما يتم تصنيف اللاتينيين ضمن هذه الفئة، مما يشير إلى تحديات متشابهة في الحصول على الفرص الاقتصادية.
يعكس هذا التفاوت بين الفئات العرقية عوامل تاريخية عديدة، من ضمنها الإرث الاستعماري والعنصرية الممنهجة. تساهم هذه العوامل في إبقاء بعض المجتمعات في دائرة الفقر، حيث تتجدد هذه الدائرة عبر الأجيال نتيجة لعدم المساواة في الوصول إلى التعليم والوظائف.
تعد مجتمعات الأمريكيين الأصليين والأفارقة الأمريكيين الأكثر عرضة للفقر، حيث يعيش حوالي واحد من كل خمسة أفراد من هذه الفئات تحت خط الفقر. يشكل هؤلاء الأفراد نسبة أعلى من المعدل العام في الولايات المتحدة، ما يجعلهم يعانون من فجوات كبيرة في الدخل والفرص.
على الرغم من أن نسبة الفقر بين البيض تصل إلى 9.9% فقط، فإن عدد الأشخاص البيض الذين يعيشون تحت خط الفقر هو الأكبر بين جميع الفئات، حيث يصل إلى 19.5 مليون فرد. تعكس هذه الأرقام الحجم الكبير للتحديات التي تواجهها هذه الفئة.
تشير بيانات الفقر بين الأعراق في الولايات المتحدة إلى اختلافات ملحوظة. هذه الأرقام تبرز الفقر كتحدٍ متنوع الأوجه يعكس تنوع المجتمع الأمريكي. مثل هذه الفوارق قد تلعب دورًا في النقاشات السياسية والاجتماعية، حيث يرى البعض أن الفقر يعكس عوامل اقتصادية عميقة، بينما يعتبره آخرون نتيجة لتفاوتات هيكلية متجذرة.